الكافي في فقه الإمام أحمد بن حنبل هو كتاب فقهي، ألفه الحافظ ابن قدامة (541 هـ-620 هـ)، وهو كتاب على مذهب الإمام أحمد، يذكر فيه مؤلفه جل الروايات عن الإمام أحمد بن حنبل ودليل كل رواية، ومأخذ كل رواية.
قال الحافظ ابن قدامة في مقدمة كتابه الكافي:
هذا كتاب استخرت الله في تأليفه على مذهب إمام الأئمة ورباني الأمة أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني في الفقه توسطت فيه بين الإطالة والاختصار وأومأت إلى أدلة مسائله مع الاقتصار وعزيت أحاديثه إلى كتب أئمة الأمصار ليكون الكتاب كافيا في فنه عما سواه مقنعا لقارئه بما حواه وافيا بالغرض تطويل جامعا بين بيان الحكم والدليل وبالله أستعين وعليه اعتمد وإياه أسأل أن يعصمنا من الزلل ويوفقنا لصالح القول والنية والعمل ويجعل سعينا مقربا إليه ونافعا لديه وينفعنا والمسلمين بما جمعنا ويبارك لنا فيما صنعنا وهو حسبنا ونعم الوكيل
قال الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله في كتابه المدخل
وأما "الكافي" فهو المتن الثالث للموفق ابن قدامة، المتوفى سنة (620 هـ) - رحمه الله تعالى- ألفه لمن فوق المتوسطين من الطلبة؛ ولهذا لما بناه مؤلفه -رحمه الله تعالى- على رواية واحدة، ذكر في مواضع تعدد الرواية، وذكر كثيرا من الأدلة؛ ليسمو بالطلبة إلى الاجتهاد في المذهب، بل إلى ما قام عليه الدليل من المذهب، وقد تميز هذا المتن من بين سائر متون المذهب بسهولة اللفظ، ووضوح المعنى، ولعله لهذا لم يتجه أحد من الأصحاب لشرحه، وإنما اكتفوا بنظمه، واختصاره، وتخريج أحاديثه، والتحشية عليه.
وكثيرا ما يستظهر إحدى الروايتين إذا ذكرهما فيقول مثلا: فيه روايتان أظهرهما كذا والثانية كذا, ولكنه لا يحكي الخلاف العالي بين المذاهب الفقهية الأخرى