فهذه عقيدة مختصرة، للإمام الفقيه المحدث، موفّق الدين، أبي محمد، عبد الله بن أحمدَ بنِ قُدامةَ المقدسي الحنبلي، إمام الحنابلة في عصره، صاحب المصنفات النافعة في الأصلين والفروع الفقهية، وقد تعددت مصنفاته في الفن الواحد أو المسألة الواحدة، فألَّف في كلِّ من الفقه ومسألة الكلام الإلهي عدة مصنفات ما بين مطوّلٍ ومتوسّط ومختصرٍ، وكذا اعتقاد أهل السنة والجماعة فقد صنف فيه رسالتين لطيفتين، الأولى هي المطبوعة بعنوان ((لمعة الاعتقاد))، والثانية - وهي أخصر من الأولى - هي العقيدة التي بين يديك.
وقد ضمنها جملةً من المسائل والدلائل في أصول السُّنَّة؛ كالإيمان بالله وأسمائه وصفاته، والقرآن وكلام الله واليوم الآخر، والقدر، والرؤية، والإسراء والمعراج، والإمامة، والحوض، والشفاعة، والميزان والصراط، والصحابة وآل البيت، وحقيقة الإيمان، والكرامات، وأشراط الساعة، والقبر والبعث والحشر.
وقد جاءت نسبة هذه العقيدة صريحةً إلى المصنّف في أوَّل الأصل الخطّيّ، ووقعت ضمن رسائل كلُّها له، وجاءت تقريراتها متوافقة مع تصانيفه الأخرى، وساق المصنف في آخرها حديثًا بإسناده عن شيخه أبي القاسم يحيى بن ثابت بن بندار، وهو من شيوخه الذين روى عنهم في مصنفاته الأخرى.