إجماعات المذاهب الأربعة على فريضة الحجاب ورد قول من يفتري عليهم وجود خلاف بينهم في ستر المسلمة وجهها بالجلابيب السود
أما بعد، فهذه رسالة لأصحاب الفضيلة علماء المسلمين وهيآتهم ودعاتهم في كل مكان، وفقهم الله لما يحبه ويرضاه، في وجوب ستر المسلمة لكامل جسدها ومن اهم واصل ذلك ستر وجهها عن الرجال بلبس الجلابيب السود.
وفيها تكملة ومقتطفات وزيادات عما جاء في كتابي (كشف الأسرار عن القول التليد فيما لحق مسألة الحجاب من تحريف وتبديل وتصحيف) وكونه كان سهل العبارة هادئاً في طرحه كبيراً في حجمه فلعله لم يستشعر البعض الخطر، فعكفت على تلخيصه بكتاب جديد، ركزت على أماكن النازلة، وما يثبت الإجماعات من عدة مسائل، حيث أوجبت الحال بيانها في هذا الوقت، لعلكم تدركون ما يمكن إدراكه، فالخطر عظيم، والنازلة جليلة، فلا يمكن أن تختفي الحقيقة في فريضة الله في الحجاب من أجل أن بعضاً من المتأخرين أخطأوا في شرح كلام أهل العلم المتقدمين من أئمة المذاهب الأربعة وغيرهم، والواضح كالشمس في إجماعهم على فريضة ستر المسلمة لوجهها، فليس التبرج والسفور مذهب أبي حنيفة ولا مالك ولا الشافعي ولا أحمد، ولا أتباعهم، رحمهم الله جميعاً ، فنهدم ونطمس ما جاء في كتبهم طوال عشرات القرون التي مضت، والموجودة في كتب التفسير والحديث والفقه والتأريخ والمعاجم واللغة، ويدرس من الإسلام، واحد من أهم فرائضه، وضوحاً وبياناً وإجماعا، وإن الله حملكم أمانة تبليغ دينه وجعلكم ورثة الأنبياء. وقد اكتفيت بذكر المرجع والصفحة لبعض تلك المسائل المهمة من كتابي السابق لأني وجدت أن الرسالة ستكبر عن إيصال المعلومة وسرعة الإحاطة بفحواها، وتكرار ما هنالك، ومستعد لبيان ما يحتاج لبيانه في هذه الفريضة العظيمة.
تركي بن عمر بن محمد بالحمر
