قد تركزت كتابات المستشرقين حول القرآن الكريم والسنة المطهرة، وما يتفرع عنهما من علوم، وتطرقوا كذاك للكتابة في علم أصول الفقه، بطريق التعرض للأدلة الشرعية من الكتاب والسنة والإجماع والقياس والمصالح المرسلة والاستحسان وما إلى ذلك من الأدلة المتفق عليها والمختلف فيها.
ولما كانت هذه الأدلة مدارَ الاستنباط للأحكام الشرعية التي يعبد الناس بها ربهم، وتحدد علاقتهم فيما بينهم، وعلاقتهم بدولتهم، وتبين الأوامر والنواهي الشرعية التي يلتزم بها المجتمع الإسلامي، ومن ثَمَّ تحدد نظم المجتمع كله، فإن التعرض لهذه الأدلة من هذه الحيثية ينطوي على أهمية بالغة.
وهذا الكتاب جهد متواضع يسهم بحظ قليل في تسليط الضوء على كتابات المغرضين من المستشرقين فيما كتبوه حول مصادر التشريع الإسلامي، ويحاول تقديمها ونقدها نقدًا علميًا يرد القول إلى صوابه، ويعيد الحق إلى نصابه، راجين الله تبارك وتعالى أن يجعل هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم.
إنه سميع الدعاء مجيب
