لقد نال كتاب "شذا العرف" للحملاوي غاية القبول لدى جمهور أهل العلم، وحصل له من حميد الذكر ما جعل المعاهد العلمية تتسارع في اعتماده للتدريس؛ فخرجت للكتاب طبعات كثيرة، بتحقيقات عديدة، تفاوتت في الجودة والإفادة، وبعض هذه الطبعات خدمت جانبًا وأغفلت جوانب كثيرة، لا يستغني طالب علم الصرف عنها.
ووفاءً لهذا السفر العظيم قام الشيخ رضا علي عرفات بتحقيق الكتاب، تحقيقًا علميًّا لم يسبق إليه؛ حتى خرج الكتاب بمادة ثرية، تشكل إضافة نوعية للمكتبة الصرفية.
وقد جعل المحقق الكتاب على قسمين، أتى في القسم الأول بدراسة حافلة لحياة الشيخ الحملاوي رحمه الله، وتحليل لمنهجه في الكتاب، وما انفرد به في طريقة التصنيف، مع بيان شافٍ لمسألة التأثر والتأثير في الفكر الصرفي عند المصنف.
ثم جعل القسم الثاني في تحقيق الكتاب تحقيقًا رصينًا، تميز عن غيره بالعديد من الإسهامات، منها:
1- مقابلة الكتاب على عدة نسخ، طبعت في عصر المؤلف.
2- الاعتناء بتحرير نص الكتاب، والضبط الصحيح لجميع كلماته، مع شرح المفردات الغريبة والمصطلحات الصرفية، وتخريج الأبيات والشواهد الشعرية، والتعريف بما ورد في الكتاب من أعلام اللغة.
3- توثيق ما أورده الحملاوي في الكتاب من اقتباسات وردها إلى مصادرها.
4- إثراء النص المحقق بتعليقات صرفية تدعو لها الحاجة، مع إيراد استدراكات هامة على المؤلف في مسائل متنوعة لم ينتبه إليها المحققون للكتاب من قبل.
5- إعداد فهارس علمية كاملة لكل ما اشتمل عليه الكتاب من الآيات، والقراءات، والأحاديث، والأشعار، والأرجاز، والأمثال، واللغات، والقبائل، والجماعات، والأعلام.
قالوا عن الكتاب:
1- أ. د. حسن الشافعي (الرئيس السابق لمجمع اللغة العربية بالقاهرة، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف).
"قام الأستاذ رضا علي عرفات منتدبًا نفسه عن أهل جيلنا بخدمة هذا الكتاب، تحقيقًا وتعليقًا وفهرسةً وتكشيفًا، وأفاض في ذلك كله حتى كاد يلتزم ما لا يلزم؛ حبًّا بالكتاب، ووفاءً لصاحبه، وولاءً للغة الضاد".
2- أ. د. إبراهيم الهدهد (رئيس جامعة الأزهر سابقا).
"أما عن المحقِّق الأستاذ رضا علي عرفات وعمله فلقد سبقه في تحقيقه أعلام سارت بذكرهم الركبان، كالعلامة المجدد الشيخ محمود شاكر، والمحقق المعروف مصطفى السقا، وغيرها من الأعلام، وعلى الرغم مما قيل: هَلْ غَادَرَ الشُّعَرَاءُ مِنْ مُتَرَدَّمِ، فإن المحقِّقَ تمسك بقول الآخر: كَمْ تَرَكَ الأَوَّلُ للآخِرِ؛ لذا أتى في تحقيقه بما لم يأت به سابقوه".
3- أ.د. علي محمد فاخر (الأستاذ بكلية اللغة العربية - جامعة الأزهر).
"كتاب الشيخ الحملاوي عامة مفيد للمتخصصين وغيرهم، وبهذا التحقيق صار أكثر فائدة، وأعم نفعًا لمن يريد الوقوف على هذا العلم، والتفوق فيه".
4- أ.د. فتحي عبد الرحمن حجازي (الأستاذ بكلية اللغة العربية بالقاهرة - جامعة الأزهر).
"بهذا التحقيق والشرح الواسع الواعي ستكون اللغة العربية في رقيٍّ على الدوام".
5- الشيخ الجليل علي صالح الأزهري.
"قام الابن الشيخ رضا علي عرفات بخدمته خدمة جليلة، وتحقيقه تحقيقًا علميًّا متميزًا، والتعليق عليه، وبيان شواهده، وإخراجه بأبهى حلة، تبهج الناظر، وتسر الخاطر".
6- العلامة عبد العزيز الشهاوي.
"قام الشيخ رضا علي عرفات بتحقيقه، والتعليق عليه، وإخراجه في أجمل صورة، تقربه لطالبه، وتشوقه لراغبه".