فقد من الله تعالى عليَّ بالتَّدريس في كلية الشريعة، وكان من منهجها في أصول الفقه : كتاب الموفّق ابن قدامة «الروضة القدامية»، أو روضة الناظر وجُنَّة المُناظر».
وكنتُ أثناء تدريسه أَشْهَدُ كثيرًا صعوبة الكتاب على الطلبة؛ بسبب إغلاق يقع في عباراتِه ، مع إطلاق للضَّمائر، وعدم ترتيب لفقرات المسألة التي يتحدث عنها ؛ فرأيتُ في أحد الفصول الدراسية ترتيب مُقَرَّرَهم من «الروضة» على وَفْقِ المنهج المعاصر في عرض المسائل ؛ قاصدًا بذلك التيسير عليهم وتقريبه لهم ، وقد أدركتُ أثناء تدريسه الفرق بين تدريس «الروضة» - كما هي - وبين تدريس ترتيبها، فبدا لي أن كثيرًا من الإشكال قد يتيسر مع الترتيب، فانتهجتُ هذه الطريقة في الفصول التالية، ولا أبالغ إن قلتُ : قد بَلَغَتْ نسبةُ تقريبه وتيسيره في بعض المقررات ما يقارب ٧٠ ، وأبدى الطلبة سرورهم بمثل هذا الترتيب فهو يجمع بين التعود على ألفاظ العلماء وأساليبهم، وبين العرض بطريقة ميسرة مرتبة.