كانت أصواتهم تطل من وراء قضبان السجن ، كل زنزانة ...
وكان سجنهم (الجُرم الذي لم يرتكبوه) ، ولكنهم تشربوه ، فصار يقيدهم ويمنعهم من تحقيق ذواتهم.
يمكن أن تتخذ مكانًا مكانًا مكانًا ، وأن لكل منهم حياة رحبة خارج زنزانته.
كيف وقد صنع الزنزانةَ أحباؤهم؟! ؛ آباء وأمهات ، أو أعمام وخالات ، أو معلمون ومشايخ وقساوسة ورموز مجتمعية ، صنعوا الزنازين باسم الحب أو المصلحة.
حتى قرر أحدهم يومًا أن يتجرأ ويدفع الباب قليلًا لينفرج ، ويدخل بصيص من نور التعافي ، ثم تجاسر أكثر وخرج للممر هناك حيث زنازين الألم ، ثم غامرأكثر وصاح في المحبوسين هناك نورًا خارج الأقفاص ، وأن الحياة خارج السجن ممكنة ومكفولة وليست محرَّمة عليهم!
وحينها خارج السجن .. السجن الناعم!
وفي ذلك الممر نقشوا حكاياهم مع التعافي وكتبوا قصص تشافيهم على الجدران ، وأعلنوا كيفية الهرب لكل من ألقته أقداره يومًا في سجن كهذا.
ومن تلك النقوش كان هذا الكتاب.