هو كتاب مهم جداً يبحث في علم أصول الفقه، وهو مرجع لكل من أراد أن يكتب في هذا المجال، وقد عرض المؤلف في هذا الكتاب المقدمات الأساسية، واللغات، والأوامر والنواهي، والأفعال، والناسخ والمنسوخ، والإجماع، والقياس، والتكافؤ، والترجيح، والاجتهاد، وفصل ذلك تفصيلاً كبيراً.
يتناول الكتاب عدداً من القضايا التي استنفدت جهود الأصوليين والفقهاء على اختلاف مذاهبهم ورؤاهم الفكرية على مدى فترة زمنية امتدت لستة قرون.
ويعتبر إسهام الرازي في الكتابة في أصول الفقه متأخراً نسبياً، إذ جاء بعد أن ترسخت هذه العلوم كعلم مستقل منذ أواخر القرن الرابع الهجري، على الرغم من أن قضاياها بدأت تتبلور في أذهان الفقهاء منذ القرن الثاني الهجري. وبسبب هذا التأخر تمكن الرازي من التعرف على وجهات النظر والمواقف المختلفة في الأصول.
وقد أضاف الرازي فوائد فكره، بالإضافة إلى بلاغة العبارة، وحسن الترتيب والتهذيب، ودقة العبارة، وسلاسة الأسلوب، مما جذب اهتمام طلاب العلم.
وقد نال الكتاب اهتماماً كبيراً من العلماء، فكتب بعضهم تعليقات عليه، واختصره آخرون.
طبعة في مجلدين، تحققت وشرحت، بإشراف شعيب الأرنؤوط.
