الجامع في أحكام وآداب الصبيان - تحقيق الشيخ عادل آل حمدان دار اللؤلؤة للنشر والتوزيع

57 SAR

فإن تعليم الصبيان العلم النافع من أعظم أبواب صلاح الذرية ونشأتها النشأة الطيبة المُباركة التي تكون سببًا لقرة عين الأبوين اللذين يقولان : رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ ﴾.


وهو الذي يطمح إليه كُلُّ امرئ مُسلم يستشعر مسؤولية تربية أبنائه التي سيسأل عنها كما أخبر عنها رسول الله ﷺ بقوله : «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته».


ولقد اهتم أهل العلم بتعليم صبيانِهم في صغرهم، واعتنوا بذلك عناية فائقة، لما علموا من أن العلم في الصغر كالنقش في الحجر كما قال ذلك غير واحد من السلف. آثار في التربية والتعليم.


وقال أبو محمد ابن أبي زيد القيرواني رحمه الله تعالى في كتابه «الرسالة» له : واعلم أن خيرَ القُلوبِ أوعاها للخير، وأرجى القلوب للخير ما لم يسبق الشَّرُّ إليه، وأولى ما عُنِيَ به النَّاصحون، ورغب في أجره الراغبون، إيصال الخير إلى قُلوبِ أولاد المؤمنين ليرسخ فيها، وتنبيههم على معالم الديانة، وحُدُودِ الشريعة ليراضوا عليها، وما عليهم أن تعتقده من الدين قُلوبهم، وتعمل به جوارحهم، فإنَّه رُوي أن تعليم الصغار لكتاب الله يُطفئ غضب الله، وأن تعليم الشَّيْءِ في الصّغرِ كالنقش في الحَجَرِ.


وفي هذا الكتاب جمع لبعض أخبارِ السَّلف وغيرهم من أهل العلم مع أبنائهم وطلابهم في كيفية تعليمهم وتأديبهم وتشجيعهم على طلب العلم، والحرص على إحضارهم مجالس أهل العلم لسماع الحديث والعلم وكتابته، والاعتياد على طلبه منذ صغرهم والرحلة بهم لسماع العلم وحديث النبي ﷺ ولقاء أهل العلم، وغير ذلك من أبواب التعليم مما ستقف عليه.

Product details
  • Weight
    0.5 KG
  • 57 SAR
Out of Stock
product::product_notify.alert

Products you may like