يُعيد هذا الكتاب إحياء أثرٍ لغويٍّ فريدٍ دوّنه العلامة عز الدين التنوخي في بدايات القرن العشرين، حين كان تعليم الإنشاء وتجويد الكتابة من أساسيات النهضة الفكرية. يجمع المؤلف في «دروس في صناعة الإنشاء» بين التأصيل النظري والتطبيق العملي، مقدّمًا منهجًا متكاملًا للطلاب والكتّاب في كيفية توليد الأفكار، وتنظيم المعاني، وصياغة العبارات في أسلوب بليغ متماسك. يتناول الكتاب أصول الكتابة والبيان، وسائل تنمية الملكة الأدبية، طرائق البحث عن المعاني، تقنيات البسط والربط، إضافةً إلى نماذج تطبيقية وتمارين عملية.
ويتميّز بكونه أول كتاب مدرسي عربي متكامل في هذا الفن، جامعًا بين التراث العربي الأصيل، والنماذج الغربية المترجمة، مما يجعله مرجعًا نفيسًا للباحثين في فنون التعبير والبلاغة والتربية الأدبية
«يَـرُوقك من هذا الكتاب جمعُه بين الأدبين العربيِّ والغربيِّ، وإبداع تبويبه وتصنيفه، وجِدَّة أبحاثه المستطرفة، وطريقته المدرسيَّـة، حتى لا تكاد تمتري في أنه أوَّل كتاب أُلِّف في العربية بهذا الأسلوب الرائق».
محمد بهجة الأثري
«وقد أصبح كتابه بذلك مجمع البحرين، وملتقى الأدبين، الفائز بالحسنيين، فبهذا الاعتبار كان كتاب دروس في الإنشاء أول كتاب صُنِّف في هذا الفن بلغتنا العربية على ما أظن، ومِن ثمَّ كان فيه عناوين جديدة، واصطلاحات جديدة، وتقاسيم جديدة، وطرائق في إحكام ملكة الإنشاء جديدة».
عبد القادر المغربي
«لا يَعْرِف نفعَ هذا التأليف إلا من وقف عليه. وهو وإن وُضِع لأبناء المدارس، إلا أنَّ الكَتَبة على أنواعهم يحتاجون إليه؛ لأنه يُطْلِعُهم على صورة التعبير عن أفكارهم بأسلوب يفيد القرَّاء. قد يَختلفُ الطلبة إلى المدارس مدَّة سِنين ليَدْرُسوا علوم اللسان، وإن أُرِيد منهم إنشاء أسطرٍ أو عبارة مِن فِكْرهم ظهَر عجزُهم وافتَضح جهلُهم، أما متدبِّر هذا التأليف فلا يأتي عليه إلا يَعْرِف كيف تُدَوَّن الأفكار وتُعْرَض على أبناء اللغة».
أنستاس الكِرْمِلي
