يستعرض هذا الكتابُ أهمَّ تقريرات الأصوليين في قضايا المعنى، وما يناظرها في العلوم اللغوية الحديثة، وتدور رحى أبحاثه على البحث في أركان التخاطب:
اللفظ والمعنى والمتكلم والمخاطَب والاستدلال.
ففي الجانب الأصولي، سيجد القارئ شرحًا للكثير من قضايا المدونة الأصولية المتعلقة بهذه الأركان، كالكلام عن المعنى وأقسامه، والمنطوق والمفهوم، والاقتضاء والإيماء والإشارة، وأنواع الألفاظ ودلالاتها، وأنواع الأدلة والتعارض والترجيح، والمتكلِّم، والمُخاطَب.
وفي الجانب اللغوي الحديث، سيجد القارئ تعريفًا بجملةٍ من نظريات المعنى، كالنظرية المرجعية (الإشارية)، ونظريات الأفكار، والقضايا، ومفهوم الاستعمال عند فتغنشتاين، والتعريف بمفاهيم الافتراض، والاستعارة، ونظرية أفعال الكلام لأوستن، والتعدد الدلالي، والترادف، والإبهام، ونظرية التأويل (الهرمنيوطيقا)، وبعض أفكار رموزها، والأحكام المسبقة (التحيزات) عند غادامر وأثرها في التأويل، ونظريات السياق، وغير ذلك.
والمسائلُ المبحوثة في الكتاب وإن كانت كثيرة، إلا أنَّ الكتاب قصد إلى تناولها -كمَّا وكيفًا- بما يتناسب مع كونه مدخلًا لبحثها وتمهيدا لدراستها، مخاطبًا بذلك الباحثين الراغبين بالشروع في المقارنة بين المجالين ، ثم عموم الراغبين بالاطلاع على مضامين هذين المجالين.