هذا الكتاب محاولة جادة جريئة من أحد المستعربين الإسبان المعاصرين لتقديم رؤية شاملة عن المجتمعات الإسلامية منذ نشأتها في عصر النبوة إلى قيام الدولة العثمانية، محاولًا التحديد الجغرافيَّ لتلك الأقاليم التي شملتها المجتمعات الإسلامية على مدى عشرة قرون كاملة، والتي تمتد عَبرَ أقاليمَ شاسعة تتراوح من الحدود الشرقية لبلاد فارس حتى الشمال الإفريقي، بما في ذلك شبه الجزيرة الإيبيرية، وبعض مناطق جنوب أوروبا، مُركِّزًا بشكل أساسي على دور «الإسلام» في قيام هذه المجتمعات المتعددة وبلورتها، ومقارنًا بينها وبين المجتمعات الأوروبية في العصور الوسطى، خاصة فيما يتعلق بالنظم السياسية والاقتصادية والدينية التي كانت سائدة في أوروبا في تلك الفترة، محاولًا -في المقابل- إبراز أهمية «المسيحية» بوصفها دينًا في تشكيل مجتمعات العصور الوسطى الأوروبية ومنحها سماتها وخصائصها ونظمها المميزة لها.