القيمة التي يتمتع بها الشعر العربي ولا سيما ما يتعلق بشعر الجاهليين نجد العلماء والنقاد والأدباء قديمًا وحديثًا يتجهون اليه بحثًا ودراسة، فقد قام الفقيه الاديب محمد بن عبد الرحمن البغدادي رحمه الله (ت 1078هـ). بمجهود عظيم في شرح هام للديوان اتبع فيه الطريقة العلمية حينما قام بعرض البيت الشعري وتحليله، مركزا على ترابط الألفاظ ومعانيها الحقيقية والمجازية التي أنتجت العلاقات اللغوية والبلاغية والنقدية التي تدل على قدرة الشارح من خلال بيان هذه العلاقات على أكمل وجه بلغة واضحة وأسلوب مميز.
وبعد اطلاعنا على هذا الشرح القيم وجدنا أن الشارح قد استعمل مزيجًا من علوم العربية من البلاغة والنحو والصرف والدلالة وغيرها. لِيَتَبَيَّن بذلك أن الكتاب أنموذج رائع للتراث العربي الأصيل، وجديرا بالدراسة والتحقيق، لإحياء هذا الكتاب ونشره.
ولأن التواني والتساهل في أداء هذا الواجب يحرم أهل الأدب والذوق الفني من ثمرات ما ورثه لنا الأوائل من كنوز علمية وأدبية عظيمة.
وقد حصل لنا الشرف باختيار هذا الكتاب - دراسة وتحقيقا ليكون عنواناً لرسالتنا المقدمة كجزء من متطلبات نيل شهادة الماجستير في اللغة العربية وآدابها في كلية الآداب جامعة تكريت قسم اللغة العربية، فعرضنا الموضوع على اللجنة العلمية في قسم اللغة العربية، فحصلت - بحمد الله - الموافقة عليه بعد أن تم تقسيمه على أربعة أقسام أخذ كل واحد منا قسما منها، وأقدمنا على العمل مستمدين العون من الله تعالى، ثم من أساتذتنا المشرفين حفظهم الله وبارك فيهم، بفضل الله وتوفيقه الكثير من العقبات والصعاب.