فَإِنَّ الاشْتِغَالَ بِعِلْم الشَّرِيعَةِ الشَّرِيفَةِ مِنْ أَجَلِّ العُلُومِ قَدْرًا، وَأَعْظَمِهَا فَخْرًا، وَأَبْلَغِهَا فَضِيلَةٌ ، وَأَنْجَحِهَا وَسِيلَةً، خُصُوصًا عِلْم الحَلَالِ وَالحَرَامِ، الَّذِي بِهِ قَوَامُ الأَنَامِ؛ لِأَنَّهُ تَحْصُلُ بِهِ سَعَادَةُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَيَبْلُغُ صَاحِبُهُ بِبَرَكَتِهِ المَرَاتِبَ الفَاخِرَةَ .
وَقَدْ قُمْتُ بِجَمْعِ كِتَابٍ عَلَى مَذْهَبِ إِمَامِ الأَئِمَّةِ وَرَبَّانِيِّ الأُمَّةِ، أَبِي عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَل الشَّيْبَانِي اللهُ فِي الفِقْهِ، سِمَّيْتُهُ :
(الخُلَاصَةَ الفِقْهِيَّةَ عَلَى مَذْهَبِ السَّادَةِ الحَنْبَلِيَّةِ)، اقْتَصَرْتُ فِيهِ عَلَى القَوْلِ الرَّاجِحِ وَالصَّحِيحِ مِنَ المَذْهَبِ، بِأَسْلُوبٍ سَهْلٍ يَسِيرٍ، تَيْسِيرًا لِطَلَبَةِ العِلْمِ، دُونَ ذِكْرِ أَي خِلَافٍ فِي المَذْهَبِ، وَقَدِ اعْتَمَدْتُ فِيهِ عَلَى أَوْثَقِ مَصَادِرِ المَذْهَبِ الحَنْبَلِي ، وَأَصَحٌ كُتُبِهِ الَّتِي بِهَا القَضَاءُ وَالفُتْيَا، كَـ:
فَهَذَا الكِتَابُ الَّذِي نَضَعُهُ بَيْنَ يَدَيْكَ أَخِي طَالِبَ العِلْمِ، هُوَ خُلَاصَةُ مَا اسْتَقَرَّ عَلَيْهِ العَمَلُ فِي المَذْهَبِ الحَنْبَلِي، فَلَمْ أَذْكُرْ فِيهِ إِلَّا مَا جَزَمَ بِصِحَّتِهِ أَهْلُ التَّصْحِيحِ وَالعِرْفَانِ، وَعَلَيْهِ الفَتْوَى فِيمَا بَيْنَ أَهْلِ التَّرْجِيحِ وَالإِتقَانِ.
المؤلف