"ثم إن علماء الدين والأئمة المجتهدين بذلوا جهدهم في تحقيق المسائل الشرعية وتدقيق النظائر الفرعية، واستنبطوا أحكام الفروع من الأدلة الأربعة، فاتفاقهم حجة قاطعة، واختلافهم رحمة واسعة، وهذا العلم قد كان في الصدر دون السطر، إلى أن احتاجت الأمة إلى تدوينه، ثم تتابع العلماء - في جميع المذاهب - في التأليف في فروع الفقه، إلى أن نمت هذه المؤلفات وكثرت، ولما كان هذا المذهب الشافعي واحد من المذاهب الأربعة المعتبرة عند أهل السنة والجماعة أحببت أن أجمع تلك المؤلفات في كتاب واحد وسميته: (معجم تراث الفقه الشافعي)".