فهذا شرح مبسط لمنظومة نافعة ومفيدة في باب إصلاح القلوب وتزكيتها، والعمل على تنقيتها وسلامتها وبيان العلامات التي تدل على صلاح القلب واستقامته مع ذكر لمشاهد عظيمة ينبغي للعبد أن يشهدها ليزكو قلبه بشهودها، ثم من بعد ذلك بسطٌ لمعتقد أهل السنة والجماعة الذي هو الأساس الزكاء القلوب وصلاحها ؛ بل إن القلوب لا تزكو ولا تصلح ولا تكون سليمة إلا بالاعتقاد الصحيح المستمد من كتاب الله وسنة رسوله - صلوات الله وسلامه عليه، قال الله تَعالى : ﴿يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبِ سَلِيمٍ)
قال العلماء: أي: سليم من الشرك والشك؛ الشرك بالله، والشك في الاعتقاد ودين الله مع السلامة أيضًا من الإصرار على البدع والمعاصي.
أورد الناظم رحمه الله في هذه المنظومة شيئًا من البسط والبيان لعقيدة أهل السنة والجماعة؛ باعتبارها الأساس لصلاح القلوب وزكائها واستقامتها، ولما كانت هذه المنظومة للإمام ابن سحمان رحمه الله كان من المناسب بين يدي مذاكرتها ومدارستها التعريف بشيء من حياته وترجمته رحمه الله بشيء من الاختصار.