أحمد الله العظيم على نعمة الإيجاد بعد العدم، وأحمده أن أمدني بالنعم، وأحمده تعالى أن يسر لي في طريق طلب العلم وهداني إلى خدمة «صحيح البخاري»، حتى كتبت في إبراز صنعة الحديث والعلم في «صحيح البخاري».
وقد ترجمت فيها للإمام محمد ابن إسماعيل البخاري (رَحمَهُ اللهُ) رحمة واسعة؛ تكلمتُ فيها على اسمه ونسبه وكنيته وولادته ونشأته وطلبه للعلم ورحلاته، وأشرتُ إلى مكانته العلمية وتنوع معارفه وثناء العلماء عليه، وألمحت عن بعض شيوخه الذين أثروا في بناء شخصيته العلمية، وشفعتُ ذلك بالإشارة إلى بعض تلامذته الذين هم امتداد لحياته العلمية، وبينت بإيجاز الكلام على مؤلفاته، ثم ختمت ترجمته بوفاته، وذكرت التحقيق في اسم الكتاب، وتحدّثت عن روايات الجامع الصحيح، ثم الكلام على نسخ «صحيح البخاري»، ثم جاء التوضيح حول ما يقع في أصل اليونينية مخالفاً لرواية الأربعة، ثم الحديث عن عناية الأمة بصحيح البخاري، ثم تكلمت بإسهاب عن صنعة الحديث في الصحيح، فيما يتعلق بالمعلقات وعن تكرار الحديث، ورواية الحديث بالمعنى في الصحيح، وكيف أنَّ الإمام البخاري أفاد ممن قبله وانتفع به من بعده، مع الكلام على زيادة الثقة، وبينتُ كيف أنه أتقن الحرفة في التعامل مع المراسيل، وبينت كيف احتجاجه بأنواع علوم الحديث كما في المكاتبة، وبينتُ اهتمام البخاري بالسماع وأصلت طريقته في اشتراط السماع للمعنعن، وبينتُ بالشواهد روعة ترتيب الكتب في كتابه، وكذلك حسن ترتيب الأبواب والأحاديث، ثم فصلت القول في أنَّ ما أسنده البخاري عن شيوخه بصيغة (قال) فهو مسند وليس معلقاً، ودللت على ذلك بالنقول والبراهين، ثم جمعتُ الأحاديث الواردة بهذه الصيغة، ثم تحدثت عمّا ضمنه البخاري في كتابه من قضايا المصطلح ، ثم فصلت القول في مصطلح (على شرط الشيخين)، وشملت صنعةُ الحديث الكلام على المتابعات وإشارة البخاري إلى اختلاف الروايات، وإشارة البخاري إلى علل الحديث، وأحصيت ما ورد في الكتاب من شك، ثم جمعتُ ما ورد في الكتاب من قراءات وإشارة إلى القراءات، ثم عملت مقارنة بين «صحيح البخاري» و «صحيح مسلم».
