بداية نقول إن التشبيهات القرآنية لم تنل قسطًا وافرًا من الدراسة الجمالية <أي من جانب التذوق> إلا من بعض المحاولات التي جاءت عند مفسري القرآن الذين حاولوا إبراز المعنى، وهذا هو الهدف الأول عندهم إضافة إلى مؤلف ابن ناقيا في كتابه: <الجمان في تشبيهات القرآن>، وذلك بالموازنة بين ما دار حول كشف التشبيهات الشعرية والتشبيهات القرآنية.
ولكن ما يؤخذ على ابن ناقيا هو مسايرته أو قل متابعته للمفسرين في السعي وراء كشف المعنى، وكنا نأمل منه، وممن تناول التشبيه القرآني بعده، أن يكشف لنا عن جماليات التشبيه القرآني لا معناه، فالمعنى اختص به أصحاب كتب التفسير وأفاضوا فيه القول، ومن هنا كان من الواجب عليها أن نكشف أوجه الجمال في التشبيه القرآني، وذلك لشرف التشبيه في أنواع البلاغة وأنه إذا جاء في أعقاب المعاني أفاد.