وكأن القرآن ينادينا ..
".. أيها المسلمون في كل مكان سارعوا بالعودة إلي والانتفاع بي قبل أن تضيع منكم الفرصة، ويشتد بكم الندم.
أقبلوا علي بكيانكم لتهتدوا بهداي، ولتستشفوا بشفائي، ولتنتفعوا بمواعظي... اعتصموا بي فأنا حبل الله المتين، من استمسك به ارتفع إلى السماء، وتخلص من جاذبية الأرض والطين واقترب من مولاه.
اتركوا أنفسكم لي، وسيروا معي حيث سرت، فسأكون لكم -بمشيئة الله- نعم القائد الذي يرشدكم ويأخذ بأيديكم إلى العيش السعيد في الدنيا، والنعيم المقيم في الآخرة. انشغلوا بي، وأكثروا من تلاوتي، وتفكروا في آياتي، وحركوا بها المشاعر، واعملوا بما أدلكم عليه قدر استطاعتكم.. ولا تبخلوا علي بأوقاتكم.. اجعلوا لي حظا من نهاركم، ونصيبا معتبرا من ليلكم...
اصحبوني في حلكم وترحالكم، ولكم عهد ألا أخذلكم، أو أترككم تواجهون الصعاب بمفردكم؛ بل سأكون معكم نعم الصديق لصديقه، وسأصحبكم في قبوركم لتستأنسوا بي في وحدتكم، وستجدونني أمامكم يوم القيامة أحاج عنكم حتى أرفعكم في الجنة درجات ودرجات.
إياكم ثم إياكم أن تستجيبوا لوساوس الشيطان بأنكم لا تصلحون للتفكر في آياتي وفهمها، والتأثر بها ومن ثم الاقتراب من التدبر، فيقينا أن كل عاقل منكم يقدر على فهمي، والاهتداء بهداي، والتأثر بمواعظي، فلقد أودع الله في آياتي القدرة على التأثير على الحجارة إن خاطبتها، فكيف بقلوب خلقها ربي لتكون أوعية لمعرفته؟
قد يتأخر الإمداد من ربكم لحكمة منه سبحانه فلا تيأسوا، وأيقنوا بأنه قادم لا محالة ما دامت عزيمتكم قد اشتدت وثاقت أنفسكم للدخول إلى مأدبتي، والتأييد بروحي، والاستشفاء بشفائي.
... عاهدوني أن تتلوا آياتي بترسل وتؤدة.. حركوا بها قلوبكم، وترنموا بها في ليلكم، واجعلوا المعنى مقصودكم، ولا يكن همكم سرعة الانتهاء من وردكم.
سارعوا إلى حملي فأمتكم أمة الإسلام - خير أمة أخرجت للناس - في حالة من الضياع والتفكك والتشرذم لم يسبق لها مثيل، فلقد طال سباتها واشتد مرضها ولا علاج لها إلا من خلالي.