كتاب جديد يبصر النور صدر ضمن سلسلة علوم العربية، كتاب يعقد شراكة جديدة بين عالمين من أكابر علماء العربية ابن هشام وابن مالك، شراكة تُظهِرُ جانبًا جديدًا من جوانب عناية ابن هشام بأرجوزة ذاع صيتها بين القاصي والداني العربي والأعجمي؛ فإنَّ دراسة لتاريخ اللغة العربيَّة وخدمتها لم تخل مرَّةً من الحديث عن ألفية ابن مالك كعنوان لحقبتها.
فبعد أن لفت معانيها شرحًا وبسطاً ونقدًا مرةً ودفاعا أخرى في كتب الشارحين، ولا غرو «أوضح المسالك» و «الحاشية الكبرى» ؛ فإنَّ عالما لم يول ألفاظها أو ما يسمى بـ «قالبها الفني» اهتماما .
الأمر الذي أحياه ابن هشام في كتابنا «حاشية ابن هشام الصغرى» الذي صدر تاليًا لـ «حاشيته الكبرى» يأتي بمصادر وآراء ومَواقِفَ لابن هشام لم نلحظها سابقا في مؤلفاته، كما تبرز فيه شخصية الناقدِ الفذّ المحايدة التي لم يحظ بمحاباتها حتّى أستاذها ابن حيان الأندلسي رحمه الله، وحتّى الكتاب المخدوم ذاته وافقه مرَّة وخالفه حيث ارتأى ذلك.
كتاب «الحاشية الصغرى» كتاب غاب اسمه عن كبرى مصادر العربية وهاهو الآن يشهد ولادة جديدة في «دار السمان» التي كان ومازال دأبها إحياء تراث كاد أن يندرس في أرف المكتبات، ومخازن المخطوطات.
