أصل هذا الكتاب رسالة علمية تقدم بها المؤلف إلى قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة بكلية الدعوة وأصول الدين بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية وقد تمت مناقشتها ونال بها المؤلف رحمه الله درجة الماجستير في العقيدة من كلية الدعوة وأصول الدين بالمدينة بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى والتوصية بالطبع.
فإن علم التوحيد أشرف العلوم وأفضلها، وأرفعها مكانة وأجلها، لتعلقه بذات الباري جل وعلا وأسمائه وصفاته، إذ شرف العلم تابع لشرف المعلوم، ولأنه المقصود الأعظم من الخلق وإرسال الرسل، والبعث يوم القيامة.
وقد تكفل الله تعالى بصيانة الشريعة، فحفظ كتابه كما قال سبحانه: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ [الحجر:9] ومن رحمة الله تعالى بهذه الأمة أن جعل في كل عصر من يدافع عن هذا الدين ويظهره، كما قال النبي ﷺ :{لا يَزالُ مِنْ أُمَّتِي أُمَّةٌ قائِمَةٌ بأَمْرِ اللهِ ما يَضُرُّهم مَنْ كَذَّبَهُم، ولا مَنْ خَالفهم حتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ على ذلك}.
وإن من علمائها الكبار في العصور المتأخرة الشيخ العلامة الإمام محمد بن صالح العثيمين رحم لله، والذي درس ودرس وكتب وشرح وألف في هذه العلوم أكثر من نصف قرن، وكان بحق لبنة مميزة في بناء العلوم الشرعية وتقريبها لطلاب العلم، وإن من الخدمة الكبرى لعلم أولئك العلماء جمعه وترتيبه وتبويبه والتعليق عليه وتقريبه وشرحه لطلاب العلم، وهذا ما قام به الدكتور محمد طاهر تيقمونين رحمه الله رحمة واسعة في رسالته للدكتوراه فجمع ما تفرق في هذا الموضوع المهم والعظيم من كلام الشيخ، وأحسن في جمعه وتعليقه وترتيبه؛ تقريبًا لعلم هذا الشيخ الإمام إلى طلاب العلم والراغبين في النهل من معينه الصافي ونفسه السلفي الوافي.