سبب تأليف الكتاب :
لما أرى الأخطاء الشائعة اللغوية في برامج التواصل الاجتماعي، من شخصيات لا يليق بها أن تخطئ في كتابتها ، إما لتخصصهم في اللغة العربية، أو كونهم ،معلمين ، أو متعلمين، وفي نظري من حاز الشهادة الثانوية لا يليق به الخطأ في الكتابة، لأنه قد درس اللغة العربية وقواعدها، وزاد ذلك ما أراه وأقرأه كل يوم ما يدار من الحروب الشعواء حول اللغة العربية لانتقاصها والتقليل من أهميتها، سواء من الأعداء أو من يقومون مقامهم في الحرب على اللغة العربية.
فأصابتني الغيرة الشديدة على اللغة العربية، والحزن الشديد للذي أراه من التساهل المتعمد وغير المتعمَّد بها ، وحيث أنني لست متخصصاً في اللغة العربية، لأخرج كتاباً يبرد غيرتي عليها ، ولو كتاباً يبين ، أهميتها، وفضلها ، وعظمتها، وخيشت ألا أُوفق في ذلك، ورأيتُ أنني قد سبقتُ بذلك، في مؤلفات ورسائل علمية، فلا داعي للتكرار ، فألهمني الله جَلَّ جَلَالُهُ، وله الفضل من قبل ومن بعد، أن أجمع ما قيل في اللغة العربية من الشعر الفصيح ، مدحاً وثناءً وتعظيما لها، فهي أم اللغات، فحمدت الله أن ألهمني وأرشدني ووفقني لهذا العمل، الذي ابتغي به وجه الله في الدفاع عن اللغة العربية لغة القرآن الكريم، وكان لي قصب السبق بفضله سبحانه في هذا العمل.
ووجدت أثناء البحث والقراءة أن هذه القصائد قيلت في عصور متفرقة ومتباعدة، وأكثرها قيلت في عصرنا الحاضر، وذلك مع الاحتفاء بها في اليوم العالمي للغة العربية، أو دفاعاً عنها لما ينال الأعداء من قداستها ومكانتها، ووجدت بعض الشعراء الكبار في العصور الماضية لم يكتبوا ولو بيتاً واحداً، أو قطعة شعرية تشيد باللغة العربية، وهذا ما أحزنني كثيراً.
وسلكت في ترتيب قصائده على حرف (الرَّوِي) وهو مصطلح عروضي، ويعرف حرف (الروي) بأنه الحرف الأخير في البيت، وهو الذي تُبنى عليه القصيدة وتُنسب إليه، فنقول: قصيدة لامية قصيدة ميمية، قصيدة نونية، وذلك إن كان حرفها الأخير لاما أو ميما أو نونا على الترتيب.