لكل علم من العلوم ذوقٌ خاص يعرفه أهله المتحققون به، وهي مرتبة رفيعة يكتنفها شيء من الغموض والدقة. وإذا ارتبط هذا (الذوق) بعلم الفقه كان أمعن في وصفه بالدقة وإحاطته بالغموض؛ وذلك لكثرة فروع الفقه وانتشارها وانسلالها عن الضبط، ولاحتياجها إلى قدر زائد من طول الفكرة وكثرة التأمل وامتداد الرويَّة.
وهذا الكتاب يعالج مفهوم (ذوق الفقه) من جهة البحث عن الأمور التي تحول دونه وتنقص منه، وكساها اسم (الحوائل). ثم بحَث الأمور الي تنيل (ذوقَ الفقه) وتزيد فيه، وخلع عليها اسم (النوائل).
فانتظم الكتاب في سلسلة من المقالات تكشف عن حوائل ذوق الفقه ونوائله، وهي حصيلة تأمل طويل ونظر متكرر. ويمكن أن يقال: إنها محاولة تحليلية للغوص في عوامل تشكيل البنية الفقهية الراسخة ومؤثرات التغيير فيها. وفيه رسائل وكلمات لا غنى لطالب الفقه ودارس الشريعة عنها.