قصة جيل استيقظ من غفوة الزمن ليلتحق بموكب الحضارة .. وهو ذا ينهض ويتعثر .. يكابد الهزيمة ليعانق النصر
عند السادسة صباحاً احتشرنا في مقصورة السيارة تكون الصغار في مقعدها الخلفي مثل خراف عجفاء، خائرة القوى، ضاوية الملامح، قال السَّائق: إلى أين؟ قلت لا أدري! أمض أمامك وحسب!! لا تتوقف ما دمت قادرًا على ذلك! اسق المركب عند كل غدير تلقاه، تقاد العطش الكامن فيها وفينا، غُذَّ السير.. خنا إلى واد غير ذي زرع ولا نهر ولا رمال، ابحث لنا عن مكان ليس في الماكن! عن زمان ليس في الزمان ! تتبع خطوات الشمس في غسق الليل! اقتف ضوء الكواكب في رابعة النهار! ابق ماشيا حتى ينتهى المدار إلى خواء لا ضباب في ولا سحاب ، واصل المسير إلى أن تذوب في عيوننا معالم الطريق تابع خطاك إلى أن ترتطم الحدود بالحدود، وينغلق المدار بالمدار، امض لعل ملاذا ينفتح لنا دون الملاذ.