فإنه غير خاف على أهل العلم أن من طرق تحصيل الفقه القراءة في الشروح والمطولات التي تعتني بإيضاح المتون وذكر الأدلة وبيان الفروق، وزيادة عدد من المسائل، وذكر الخلاف إلى غير ذلك مما يوجد فيها، إلا أن من هذه الشروح المباركة التي اشتهرت وعم نفعها: كتاب الروض المربع شرح مختصر المقنع المعروف بـ زاد المستقنع فإنه قد رغب فيه طلاب العلم غاية الرغب واجتهدوا في الأخذ بما فيه أشد اجتهاد وطلب، وذلك لكونه شرحًا مختصرًا لطيفًا حوى جل المهمات وفاق كثيرًا من المطولات، ولذلك نفع الله به كما نفع بأصله الذي عكف عليه طلاب العلم حفظا واستشراحًا، ولهذه الأهمية الفائقة لهذا الشرح كثرت الأعمال عليه من تحقيق وشرح وتحشية وتخريج وغير ذلك.
وكان من هذه الأعمال المفيدة ما قام به فضيلة الشيخ أ. د. أحمد بن محمد الخليل الذي قام بعمل حاشية مفيدة على هذا الكتاب، اعتنى فيها
بإيضاح المسائل ،وتصويرها وذكر الأدلة من النصوص والآثار، وذكر الخلاف ومناقشة الأقوال، والترجيح بينها، ونقل النقولات المفيدة من كتب الأصحاب وكتب المحققين كشيخ الإسلام ابن تيمية وكذلك ما اعتنى به ظاهرا من ذكر القواعد الفقهية والتحريرات لجملة من المسائل المشكلة، والنقل والاستفادة من كتب معاصرة ومصادر متنوعة مما أثرى الكتاب وجعله مليئا بالفوائد والدرر والنكت والنفائس.
