قصيدة أبي الفتح البُستيّ هي إحدى كرائم الشعر العربي وأجوده، وهي قصيدة حِكَمِية، يُعنَى بحفظها أهل الأدب والأخلاق الزكية؛ فأبياتها دالّـةٌ على التمسك بالآخرة، والعزوف عن زخرف الدنيا، وهي حاثّـةٌ على احتمال الأذى، وبذل الندى، وجميل المعاملة مع الخلق والخالق.
وكتابنا هذا «شرح قصيدة عنوان الحِكَم» للعلّامة البارع المتفنِّن عبد الله بن محمد الحسيني النيسابوري المعروف بـ(النُّقره كار)، سلك فيه مؤلفُه مسلكًا نافعًا لطلبة العلم؛ إذْ فكّ فيه هذا النظمَ البديع بطريقةٍ تكشف عن مخبَّآت كل بيتٍ من أبياته، وتُظهر أسراره الشرعية والعربية. ودارسُ هذا الشرح يجد فيه علومًا متنوِّعة، فالمؤلف ينتقل في شرحه للقصيدة من اللغة إلى الإعراب ثم إلى المعنى؛ بحيث يدلُّ على جمال النظم وإحكامه في القصيدة ثم يشير إلى ما تضمنه من حقائق الحياة وحكمة الحكماء وتجارب العقلاء.
