بحمد الله وفضله نزف لأهل العلم خبر إصدار هذه الطبعة العلمية التي يُفاخَرُ بها ويُباهى بجودتها التحقيقية لما اشتملت عليه من محاسن التحقيق العالية والعناية التامّة من كل جوانبه بفضل الله:
ـ أولها: الاعتماد على نسخ خطية نفيسة مختارة من بين أكثر من (400) نسخة خطية وقفنا عليها لهذا التفسير الجليل.
ـ ثانيها: وقوفنا على جملة من التعاليق النفيسة التي كتبها القاضي البيضاوي على تفسيره هذا وهي تنشر أول مرة بحمد الله.
ـ ثالثها: ما من الله به علينا من عنايتنا بإخراج حاشيتي (العلامة السيوطي) و(العلامة الخفاجي) وحاشية الأخير أهم حاشية وأنفس ما كتب على البيضاوي وقد أفدنا منها في ضبط نص القاضي البيضاوي والإفادة منها في مواضع كثيرة تحتاج إلى بيان وشرح وهو خير من قام بهذا العمل المهم. بدأ القاضي العلامة « ناصر الدين البيضاوي» تأليف كتابه تفسير القرآن العظيم في القرن السابع الهجري وسماه: «أنوار التنزيل وأسرار التأويل»، ولقي هذا التفسير قبولاً واسعاً بين العلماء المعاصرين ومن جاء بعدهم، حتى اشتهر البيضاوي بــ «المفسِّر» على الرغم من مشاركته الطيبة في علوم أخرى، وله مؤلفات كثيرة في تللك العلوم، حتى أعتبر هذا التفسير أشهر مؤلفاته ومصنفاته في نظر الكثير من العلماء، وحاز مرتبة السبق، وتبوأ المنزلة المتقدمة في زمانه.
فهو كتاب نافع في موضوعه، مفيد لقرائه، مختصر في أسلوبه، دقيق في عباراته، حوى المعاني الكثيرة، والعلوم النافعة، والحقائق الشرعية، تميّز بأن عباراته مسبوكة، جلي الفصاحة والبلاغة والأسرار التشريعية، فقد جمع بين المعقول والمنقول.
يطبع محققا على عدة نسخ خطية نفسية مكتوبة بخط كبار الأئمة الفاروقي تلميذ المؤلف والتفتازاني، والخيالي، والطبلاوي وذيل بفهارس علمية مفصلة.