وهذا الكتاب دراسةٌ حافلةٌ تقصّى فيها المؤلف الأحداث التي خاضها ابن تيمية مع مغول إيران في عهدَي "قازان و خربندا"، واستنطق المصادر التاريخية لتكوين نظرة شاملة لتلك الأحداث مع ما دونه ابن تيمية وتلاميذه حول ذلك.
كما نقضت الدراسة الدعوى القائلة بتقلب ابن تيمية في موقفه من الرافضة في ضمن مناقشةٍ لكتاب "حملات كسروان في التاريخ السياسي لفتاوى ابن تيمية".
ثم ختمت الدراسة بنشر فتيا لابن تيمية في التتار على نسخ خطية قوّمت النشرة المطبوعة.
ويعد شيخ الإسلام بن تيمية من تلك الشخصيات التي كان لها من قوة التأثير ما استطاعت به تجاوز قرون متطاولة، والوصول بتأثيرها إلى القرن الخامس عشر الهجري، حتى غدا ذلك التأثير ظاهرة فكرية واجتماعية يتنازع الناس في تحليلها، وفي اتخاذ المواقف منها.
وهو من أبرز أولئك الرجال الذين كان لهم من الحضور في عصرنا بتركته العلمية وبمواقفه الاجتماعية والسياسية ما لا يخفى.
ولأن تلك المواقف إنما تكونت في الظروف السياسية والاجتماعية لديار الإسلام في القرن الثامن الهجري، فإن من اشتغالات البحث العلمي المعاصر دراسة تلك الظروف وإبانة ما تضمنته من مواطن الاقتداء والاهتداء والاعتبار وهذا ما تناوله هذا البحث.
كما أن هذا البحث يسهم في الإبانة على صورة ابن تيمية في عصره؛ مكتملة غير مُجتزأة. ومرتبة غير مبعثرة، وموثقة غير مزورة.
والكاتب هو الأستاذ "محمد البراء ياسين" باحث شرعي.