بحمدِ اللهِ وفضلهِ تمَّ اليومَ طباعةُ هذا السِّفرِ النَّفيسِ في سبعِ مجلَّداتٍ كبارٍ، للإمامِ العلَّامةِ المفسِّرِ أبي نصرٍ عبدِ الرَّحيم القشيريِّ المتوفَّى سنةَ (514 هـ)، وهو ابنُ الإمامِ الأستاذِ أبي القاسمِ القشيريِّ.
وهو أولُ كتابٍ يبرُزُ مطبوعاً للمؤلِّفِ رحمه الله، فلم يُسبَقْ أنْ طُبِعَ له مؤلَّفٌ مِن مؤلفاتهِ.
وهو كتابٌ بديعٌ عزيزٌ، اعتمده أهلُ العلمِ بالتفسيرِ في النَّقل عنه في كتبِهم، كالإمامِ القُرطبيِّ وأبي حيَّان وابنِ كثير وغيرِهم، بل إنَّه يُعدُّ أهمَّ مرجعٍ اعتمدهُ الإمامُ القرطبيُّ، فإنَّه لا يكادُ يُغادرهُ في أكثرِ تفسيرِه.
وهو كتابٌ عظيمُ الفوائدِ، جليلُ العوائدِ.
وهو مِن أكثرِ التفاسيرِ وضوحاً في الأسلوبِ والألفاظِ.
ومِن أكثرِها بُعداً عن التَّعقيدِ والغُموضِ والموضوعاتِ والإسرائيلياتِ.
وهو كثيرُ العنايةِ بالتفسيرِ بالمَأثورِ، إلى جانبِ عنايتهِ بمسائلِ العربيةِ وبيانِ معاني الألفاظِ والكلماتِ ودلالاتِها.
وهذا التفسيرُ هو التفسيرُ السَّابعُ الذي نقومُ على طباعتهِ ضمنَ مشروعِنا في إخراجِ أربعينَ تفسيراً مُحققاً مِن أمهاتِ كتبِ التفسيرِ العاليةِ ممَّا طُبِعَ أو لم يُطبع مِن قبلُ.
ملاحظةٌ مهمَّةٌ: هذا التفسيرُ لا يكادُ يُعرف بينَ أكثرِ أهلِ العلمِ في هذه الأزمان، وهو غيرُ تفسيرِ والدهِ الإمامِ أبي القاسم عبدِ الكريم القشيريِّ، والذي نُسبَ إليه كتابٌ يَحمِلُ الاسمَ نفسَه، وَهِمَ في تسميتهِ بعضُ أهلِ التراجمِ وتابعهُم عليه بعضُ المتأخِّرين والنَّاشرين.
أمَّا تفسيرنا هذا الذي نطبعُه اليومَ فاسمُه (التيسيرُ في التفسيرِ) وهو تفسيرٌ تامٌّ لم يُحقَّق من قبل، وننشرهُ مُحققاً على ثلاثِ نسخٍ خطيةٍ إحداها بقراءةِ وتحديثِ الإمامِ أبي حفصٍ الصفَّارِ زوجِ بنتِ المؤلفِ.
نعم، للإمامِ عبدِ الكريمِ تفسيرٌ اسمُه ((التفسيرُ الكبيرُ)) له نسخةٌ خطيةٌ يتيمةٌ غيرُ تامَّةٍ تبدأُ من الفاتحةِ إلى أوائلِ سورةِ الأنعام، وحُققتْ في رسائلَ جامعيةٍ ونُشرت مِن قريبٍ في نَشرتَينِ مختلفتَينِ.