فهذا من مَفَاخِر القَرْن الرابع الهجري ؛ كتاب عالم مرو وإمام الحنفية بزمانه ، المحدث الفقيه الحافظ ؛ ذي المناقب والمناصب: قاضي بخارئ والوزير بخراسان: أبي الفضل السلمي المروزي الشهير بالحاكم الشهيد ، أخذ عنه الأئمة الأجلاء كأمثال أبي عبد الله الحاكم صاحب «المستدرك» ، وقال عنه في التاريخ: ما رأيتُ في جملة من كُتب عنهم من أصحاب أبي حنيفة أحفظ للحديث وأهدى إلى رسومه وأفهم له منه». فقد كان فقيهاً مناظراً، ومصنفا مشتغلاً بالعلم لم تمنعه الولاية عن تعاهد العلوم وأهلها ، قتل ساجداً الله تعالى.
قدم المؤلف خدمة جليلة لطلاب الفقه، فأولى عنايته بكتب ظاهر الرواية، واختصرها بعد ترتيبها وتقريبها على وجه، وسمى مصنفه: المختصر الكافي، وأبان عن مرامه فقال: «أودعت كتابي هذا معاني محمد بن الحسن رحمه الله في كتبه المبسوطة، ومعاني جوامعه المؤلفة، مع اختصار كلامه، وحذف ما كُرِّر من قضاياه؛ قاصدًا تسهيل سبيل الدخول في حفظه .. وتخفيف مؤونة عنهم في كتابه وقراءته وحمله.
ولم يكن البديل الحاكم على الاختصار المجرد بل تميز كثيرًا من التحقيق والتدقيق ، فظهرت صفة النقدية بين الروايات المشهورة عن الإمام محمد ، وتصحيح النقل بناءً على المقارنات بين روايته الصحيحة، وهذه فائدة عزيزة.
كتابنا مذهب: يعتبر من المصنفات الحنفية المعتمدة ، واسعة الأثر فيما بعد نافعة الثمر ، من ثماره شروحه السيارة، وهي من أبرز مدونات الفقه الحنفي حضورًا في مديان التفقه، مثل شرح شمس الأئمة السرخسي الشهير بـ «المبسوط» مما أثرى المكتبة
وهذا الكتاب على أهمية البالغة لم يحظ بهمة تقوم على طباعته ونشره من قبل، وليست له طبعة مستقلة، ستقلة عن شروحه، وما طبع منه مقروناً بشرحه لم يسلم من التحريف والتصحيف، وأسفار » إذ تقوم بطبعه نصحاً لطلاب العلم الشرعي وعناية بهم، فإنه تقدُّمُهُ على طَرَفِ الثُّمَامِ لِلْقَرْئِيَّةِ، فِي حَلَقَةِ قِشْبَةٍ جَدِيدَةٍ، مِيسَارَاةٍ لِلْمُنَاقَدَةِ وَال ...