الحمد لله الذي أنزلَ القرآنَ ويسَّرَه، ووفّق للقيام به من اختاره وبصَّرَه، وأشهد أن لا إلهَ إلا الله وحده لا شريك له، وأشهدُ أنَّ محمدا خيرُ نبي أرسله، صلى الله وسلَّم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه، الذين جمعوا القرآنَ في صدورهم السَّليمةِ وصُحفه المطهرة. أَمَّا بعدُ: فَقَدْ يَسَّرَ الله تعالى لي ولبعض أصحابي وطلابي قراءة كتاب «القواعد الحسان المتعلقة بتفسير القرآن»، وكنتُ أعلّق ما شاءَ الله لي أنْ أُعلق، فظهر لي مِن قيمة الكتابِ وجلالة محتواه ما دفعني إلى تقييد ما علقته، وتدوين ما حصَّلْتُه.
ثمَّ أعانَنِي اللهُ بتوفيقه، فعمدتُ إلى شرحه وتوضيحه، وعلقتُ على جُمَلِه، واستدلَلْتُ لمسائله، وأفضتُ في الأمثلة، لتجليةِ القاعدة، ولم أدَعْ لفظةً تفتَقِرُ إلى بيان، أو مُصْطَلَحًا يحتاجه ذوو العرفان.