أولا : أنَّ ابن دقيق العيد لا كان أصوليا لا يُشق له غبار. وظهر ذلك جليا في تحقيقاته الأصولية البديعة التي تناقلها عنه المتأخّرون، بالإضافة إلى التحقيقات التي أحسبها من انفراداته، ولم أقف عليها لغيره.
ثانيا : كان ابن دقيق العيد اله محققا عظيما لمذهبي الإمامين مالك والشافعي، إلا أنَّ ذلك لم يجعله مقلدا لهما ، بل كان صاحب مذهب مستقل في الأصول والفروع؛ فكثيرا ما كان يرجّح مسائل تخالف مالكًا والشَّافعي، بل تخالف الأئمة الأربعة. لذلك فلا وجه لجزم بعض المترجمين أنَّه مالكي أو شافعي.
ثالثًا : أَنَّ كتاب ( إحكام الأحكـام مـن أعظم كتب الأحكام، مما جعلـه عمدة لشُرَّاح الحديث من بعده، بل صارت مسائله وتحقيقاته عمدةً للأصوليين والفقهاء.