أسماء الضعفاء والواضعين وذكر من جرحهم من الأئمة الكبار الحافظين - أبي الفرج عبدالرحمن ابن الجوزي 1/5 سطور للبحث العلمي - السعودية

٢٨٤٫٩٩

فإن التصانيف في التَّعْرِيف برجَالِ السُّنَّةِ قد كَثُرَتْ وتَنَوَّعتْ، وتعدّدت مقاصد مُصَنِّفيها، وتفاوتتْ غايَاتُهم فيها، فمنهم الذي جمع الرُّوَاة بلا تفريق بين الثقات والضُّعفاء، ومنهم المقتصر على صِنْفِ دونَ صنف، ومنهم المُطَوّل والمُخْتَصِر.


(فأوّل مَن جُمع كلامه في ذلك الإمامُ الذي قال فيه أحمد بن حنبل: ما رأيتُ بعيني مثل يحيى بن سعيد القطّان، وتكلم في ذلك بعده تلامذته: يحيى بن معين، وعليّ بن المَدِيني، وأحمد بن حنبل، وعمرو بن علي الفلاس، وأبو خَيْثَمة، وتلامذتهم ، كأبي زُرْعة، وأبي حاتم، والبُخَارِيّ، ومسلم، وأبي إسحاق الجوزجاني السعدي، وخلق من بعدهم، مثل النسائي، وابن خُزَيْمَةَ، والتَّرْمِذِيّ، والدُّولابي، والعُقَيْلي، وله مُصَنِّفٌ مفيد في معرفة الضُّعَفاء، ولأبي حاتم ابن حيان كتاب كَبِيرٌ عندي ولأبي أحمد ابن عدي «كتاب الكامل»، هو أكمل الكتب وأجلُّها في ذلك، في ذلك، وكتاب أبي الفَتْحِ الأَزْدِيّ، وكتاب أبي محمد بن أبي حاتم في «الجرح والتعديل»، و«الضعفاء» للدَّارَقُطنيّ، و«الضعفاء» للحاكم، وغير ذلك. وقد ذَيّل ابنُ طاهر المَقْدِسِيّ على «الكامل» لابن عَدِيٍّ بكتاب لم أَرَه، وصنَّف أبو الفَرَج ابنُ الجَوْزِي كِتَابًا كَبِيرًا في ذلك كنتُ اختصرْتُه أولا، ثم ذَيَّلْت عليه ذَيْلًا بعد ذَيْلٍ).


وكتاب الحافظ الشهير أبي الفرج ابن الجوزي (٥٩٧هـ) الكبير المذكور هو كتابنا هذا «كتاب الضُّعَفاء والوَاضِعين ، وذِكْرُ مَن جَرَحَهُم من الأَئِمَّةِ الكِبَارِ الحَافِظِينْ»، وهو الواسِطَة بين السابقين واللاحقين، إذ جمع زبد ما تفرّق في أشهر كُتُب الرجال قبلَهُ، وانتقى نِقْيَها، واختصرها وخلصها، فجاء كتابه هذا جامعًا لما تفَرَّق في غيره، ولذا سارَ النَّاسِ مِن بَعْدِهِ بِسَيْرِه، وجَرَوْا على أَثَرِه، فهذا الحافظ الضّياء المَقْدِسِيُّ تلميذُ المصنّف (٦٤٣هـ)، ينسخ الكتاب بنَفْسِه، ويُكمل ما فات المصنِّف ويَسْتَدْرِكُ زِيَادَاتٍ كَثِيرةً عليه، ويُصْلِح شيئًا ممّا وَهِم فيه، وكذا يَصْنَعُ تلميذُه الآخر الحافظ المُنْذِرِيُّ (٦٥٦هـ) فيكتب على نستِه بِخَطّه المنقولة من نُسخَةِ شيخه المُصَنِّف حواشِيَ مُهِمَّات، يزيد فيها ويستدرك ويُصَوِّب ويُحرِّر، ثم جاء الحافظ الذهبي (٧٤٨هـ) واعتنى به أتم عِنَايَةٍ، فَلَخَّصه، ثم ذَيَّل عليهِ، وذَيَّل على «ذَيْلِه» هذا ، ثم كتب بخطه على نُسْخَتهِ حَوَاشِيَ نفيسةً أَثْبَتْناها فى نَشْرَتِنَا هذه، ليَنْتَهى به المطافُ ليكونَ حَجَر الأساس وعَمُودَ كتابه (المغنى، ومن بعده كتابه الحَفِيل «ميزان الاعتدال»، ثم تَفَرَّغ له الحافظ عَلَاء الدِّينِ مُغَلْطَاي (٧٦٢هـ) فكتب عليه كتاب أسماه «اكتِفَاء في تنقيح كِتابِ الضُّعَفاء»، وصلنا منه ثالثاه، وجاء الحافظ عبد القادر القرَشِي صاحب الجواهر المُضِيّة في طبقات الحَنَفِيَّة (٧٧٥(هـ)، ما بين الوقت المحدد بقلم مغربي، فيها نقص كبير، فتمّمها بره، وأشبعها حواشي بقلمه، إلى أن الدور إلى الحافظ ابن ناصر الدمَشْقي الدين (٨٤٢هـ)، فكتب على نسخته منه حواشي متكاثرة المليح، ولم يتم عناية الحافظين الذهبي (٧٤٨هـ) ومن بعده ابن حَجَرٍ (٨٥٢هـ) بالتعليق على مواطن منه أربعة في «الميزان» و«اللسان».

تفاصيل المنتج
  • الوزن
    ٤ كجم
  • ٢٨٤٫٩٩
نفدت الكمية
المنتج غير متوفر حاليا

منتجات قد تعجبك