فقد دأب بعض الباحثين على تدوين بعض ما تلمحه أبصارهم من غرر العلم، وطريف الفوائد والملح وجميل الحكم والمواعظ والمعلومات النفيسة حال قراءتهم في المدونات على اختلاف مواضيعها وأبوابها، وقد كنتُ أقيد حال قراءتي أشياء من ذلك على طُرر كتبي وفي بعض بطون دفاتري منثورة دون ترتيب أو تبويب ثم انتخبتُ منها وسودتها في كراسة، وكنتُ أصحبها حال النزهة والسفر وأستمتع وأستفيد بمذاكرتها، وربما قرأتُ شيئًا منها على الرفقة، فأعجبتهم ،ثم ألح عليَّ بعض الفضلاء بإبرازها وطبعها ليُستفاد منها، فقمت - بتوفيق الله- بتنقيتها وترتيبها، وليس لها موضوع واحد وإنما يجمعها أنها فوائد منتقاه، وطرائف علمية، وملح ومواقف، وآداب قد يستعذبها من أراد الترويح عن نفسه بين الحين والحين، وفيها تنبيه لغافل وتسلية محزون وهداية حائر، وتزكية نفس وتهذيب أخلاقٍ وتجارب ،فضلاء، وسميتها لمح الملح لطائف وطرائف .
والمراد بالملحة :كل معلومة خفيفة على النفس أو ما جمع بين الفائدة والطرفة وإثارة المشاعر على أي توجه. بين وأنبه أن ما أوردتُ هنا لا يعني قناعتي بكل ما أوردته، لذا أثبتُ ما لم يخضع لقناعتي لدخولها في مفهوم المُلح.
