إنه العلامة الإمام، ابن القيم، الذي ما أن تقرأ له حتى تلفت انتباهك غزارة علمه وشدة اهتمامه بمعرفة الله -جل جلاله-، وتعظيمه ومحبته -سبحانه-، وقوة استمساكه بمنهج النبي ﷺ وصحابته الكرام -رضي الله عنهم- يجتهد في الاقتداء بهم في كل أطروحات مؤلفاته؛ فتنساب كلماته حنينًا وشوقًا ووفاءً عند الحديث عنهم، وعن وعد الله للمؤمنين في الجنة. كل تلك المشاعر الجميلة والعاطفة النبيلة ترافقها شدة وغلظة على المبتدعة والمنافقين، فيصول ويجول في ساحات المناظرة كأنه المقاتل بسيف الحق البتار، بطلًا في ساحات الوغى والنزال.
🔸قال عنه القاضي برهان الدين الزُّرَعي: ما تحت أديم السماء أوسع علمًا منه.
🔹وقال عنه شيخه المزي: هو في هذا الزمان كابن خزيمة في زمانه.
وهذه شهادة جليلة من إمام عالم.
🔸وقال الصَّلاح الصَّفَدِي: اشتغل كثيرًا وناظر، واجتهد، وأكبَّ على الطلب، وصَنَّف، وصار من الأئمة الكبار في: علم التفسير، والحديث، والأصول: فقهًا وكلامًا، والفروع، والعربية، ولم يخلف الشيخ العلامة تقي الدين ابن تَيْمِيَّة مثله.
🔹وقال الحافظ ابن كثير: سمع الحديث، واشتغل بالعلم، وبرع في علوم متعددة، لا سيما: علم التفسير، والحديث، والأصلين.
🔸ولَمَّا عاد الشيخ تقي الدين ابن تَيْمِيَّة من الديار المصرية في سنة (712هـ)، لازَمَه إلى أن مات الشيخ، فأخذ عنه علمًا جمًّا، مع ما سلف له من الاشتغال، فصار فريدًا في بابه في فنون كثيرة.
🔹وقال ابن رجب: الفقيه، الأصولي، المفسر، النحوي، العارف… تفقه في المذهب، وبرع وأفتى… وتفنن في علوم الإسلام، وكان عارفًا بالتفسير لا يُجارى فيه، وبأصول الدين، وإليه فيهما المنتهى. والحديث ومعانيه، وفقهه، ودقائق الاستنباط منه، لا يلحق في ذلك.
وبالفقه وأصوله، وبالعربية، وله فيها اليد الطولى، وبعلم الكلام، والنحو وغير ذلك، وكان عالمًا بعلم السلوك، وكلام أهل التصوف وإشاراتهم ودقائقهم، له في كل فنٍّ من هذه الفنون اليد الطولى. وقال أيضًا:… ولا رأيت أوسع منه علمًا، ولا أعرفَ بمعاني القرآن والسنة، وحقائق الإيمان منه، وليس هو بالمعصوم، ولكن لم أر في معناه مثله.
🔸وقال عنه تقي الدين المقريزي: برع في عدة علوم، ما بين: تفسير، وفقه، وعربية، وغير ذلك، ولزم شيخ الإسلام، وأخذ عنه علماً جَمًّا، فصار أحد أفراد الدنيا.
🔹وقال عنه ابن حجر: كان جريء الجنان، واسع العلم، عارفًا بالخلاف ومذاهب السلف.
وقال أيضًا :ولو لم يكن للشيخ تقي الدين من المناقب إلا تلميذه الشهير: الشيخ شمس الدين ابن قَيِّم الجوزية، صاحب التصانيف النافعة السائرة، التي انتفع بها الموافق والمخالف، لكان غاية في الدلالة على عظم مَنْزلته.
🔸وقال عنه السخاوي: العلامة، الحجة، المتقدم في: سعة العلم، ومعرفة الخلاف، وقوة الجنان.
🔹وقال عنه الشوكاني: العلامة الكبير، المجتهد المطلق، المصنف المشهور. برع في جميع العلوم، وفاق الأقران، واشتهر في الآفاق، وتَبَحَّر في معرفة مذاهب السلف.
🔸وقال عنه الشَطِّيُّ: الفقيه، الأصولي، المفسر، المحدث… ذو اليد الطولى، الآخذ من كل علم بالنصيب الأوفى… تَفَنَّن في علوم الإسلام، فكان إليه المنتهى في: التفسير، وأصول الدين، وكان في الحديث والاستنباط منه لا يُجَارى، وله اليد العليا في الفقه وأصوله، والعربية، وغير ذلك.
🔹قال الشيخ بكر أبو زيد: وأما علومه التي تلقاها وبرع فيها: فهي تكاد تعم علوم الشريعة وعلوم الآلة، فقد دَرَسَ التوحيد، وعلم الكلام، والتفسير، والحديث، والفقه وأصوله، والفرائض، واللغة، والنحو، وغيرها. وبرع هو فيها وعلا كعبه وفاق الأقران، ويكفي في الدلالة على علو منزلته: أن يكون هو وشيخه -شيخ الإسلام- كفرسَي رِهَان. وهذه الجامعية المدهشة في البراعة والطلب نجدها محل اتفاق مسجل لدى تلاميذه الكبار، ومن بعدهم من ثقات النقلة الأبرار.
تحتوى على:.