يُعَدّ كتاب «هادي الحائرين إلى رُسُوم أخلاق العارفين» من أواخر مؤلَّفات الإمام الرباني عبد الوهّاب الشعراني، وأهمِّها وأشملها، حيث سطَّر فيه جملةً وافرةً من أخلاق الأولياء والصالحين؛ ليكون مُرشِدًا للسالكين، وهاديًا للحائرين، ودليلًا أمينًا على تلك الأخلاق الزكية قبل أن تندرِس وتموت بموت أصحابها، فدوَّن فيه (492) خُلُقًا من الأخلاق التي عاينها في مشايخه، أو نقلها عمَّن تقدّمهم، أو سَبَرها من بطون كتب التزكية، ثم صاغها بأسلوبه المميّز أجمل صياغة، ورتَّبها أحسن ترتيب.
وقد حُقّق «هادي الحائرين» عن ثلاث نسخ نفيسة حقًّا، إحداها بخطّ مؤلفه ومقروءةٌ عليه، ومزيّنةٌ بخطوط تلاميذه في هوامشها.