تواجه الصهيونية تحديات داخلية كبيرة في الوقت الحالي، تتمثل في الخلافات بين الصهاينة العلمانيين والدينيين حول هوية الدولة وعلاقتها بالدين، بالإضافة إلى التوترات بين اليهود من أصول مختلفة مثل الأشكناز والسفارديم. لا يزال المعنى الحقيقي للصهيونية، حتى بعد إنشاء دولة إسرائيل، موضوعا مثيراً للجدل، فبينما هي بالنسبة للبعض مجرد الدعوة إلى فكرة وجود دولة يهودية، يرى آخرون أنها تعني الانتقال والهجرة إلى إسرائيل. هذا الاختلاف في التفسير يعكس التوترات العميقة بين الدين والقومية في المجتمع الإسرائيلي. ولذلك يجري الحديث عن فكرة أن إسرائيل تمر بعملية انتقال من الصهيونية إلى ما بعد الصهيونية. حيث إن أغلب أهداف الصهيونية تحققت مع قيام دولة إسرائيل.
ويرمي هذا الكتاب الصغير إلى التعرف على تاريخ الحركة وعلاقتها بالقوميات الأوروبية والاستعمار الغربي، ويتطرق إلى التيار الأنجيليكاني ودوره في دعمها.
كما يشير إلى التحديات التي واجهت الحركة والخلافات الداخلية بين مختلف تياراتها، ويحاول التنبؤ بمستقبلها.
ترجمه عن الألمانية الدكتور علي الرفاعي أستاذ الدراسات الكتابية في جامعة جوتنجن الألمانية.