فلسفة التاريخ مدخل إلى النماذج التفسيرية للتاريخ الإنساني مركز نماء للبحوث والدراسات

٣٥

قسم المؤلف كتابه إلى قسمين منهجيين، استعرض في القسم الأول القضايا الأبستمولوجية التي تتعلق بمفهوم التاريخ، وعلميته، وحدود الصلة بين الفلسفة والتاريخ، وفي القسم الثاني تحدث عن الفلسفات الكبرى للتاريخ الإنساني وقد رتبها كرونولوجيا من الأقدم إلى الأحدث، مع عدم إغفال أثر السياقات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية في تولّد وانبثاق تلك الفلسفات.

المدخل إلى فلسفة التاريخ   

إن مفردة التاريخ لها نظائر في مختلف لغات العالم ولها عديد الدلالات الاصطلاحية بحسب البيئة الثقافية والحضارية التي تولدت عنها، لكن المتفق عليه أنها تعني السرد التاريخي.

وقد تطور التاريخ كعلم عبر مراحل زمنية عديدة فعرف تطورا معرفيا على مستوى المنهاج والأدوات التي يستخدمها المشتغلون على التاريخ في دراسة الوقائع والحوادث الماضية.

فنجد أن لغة الشعر والادب قد صبغت الكتابة التاريخية لدى اليونانيين، وامتزجت بالكتابة الأسطورية، وبعد ظهور المسيحة غلب عليها التناول اللاهوتي في تفسير الوقائع والأحداث التاريخية، ومع سيطرة النزعة اللاهوتية على الكتابة التاريخية في العصور الوسطى؛ نجد ان الحضارة الإسلامية قد أولت تدوين الأخبار ونقدها اهتماماه كبيرا، وذلك بتدوين السنة النبوية، واعتماد منهج الجرح والتعديل الذي يعد صناعة منهجية في غاية الدقة.

ووفقا لشهادة الباحثين العرب والغربيين فإن عبدالرحمن ابن خلدون قد بعلم التاريخ نحو العلمية بالمفهوم المعاصر، فقدد حدد في مقدمته الشهيرة خطوات المنهج العلمي في الكتابة التاريخية.

ومع بداية النهضة الأوربية في القرن الخامس عشر، قد عرفت الكتابة التاريخية أول تأسيس علمي لها على يد الإيطالي جون باتيستا فيكو حيث حاول تخليص التاريخ من السيطرة اللاهوتية على مناهجه، وقد تطورت الكتابة التاريخية إلى أن انفصل التاريخ عن الفلسفة في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وانبثاق الكتابة التاريخية ذي الطابع الاحترافي.

غدا علم التاريخ علما وضعيا وأحد فروع العلوم الإنسانية لديه دارسوه، ومؤرخوه، ويدرس في المعاهد والجامعات.

تفاصيل المنتج
  • الوزن
    ١ كجم
  • ٣٥
نفدت الكمية
المنتج غير متوفر حاليا

منتجات قد تعجبك