يهدف البحث إلى تسليط الضوء على حدث تاريخي من تاريخ الأمة متعلق بتاريخ المصحف الشريف وموقف ابن مسعود رضى الله عنه تجاه جمع الخليفة عثمان رضى الله عنه للمصحف وتوحيده له وإحراق ما سواه من المصاحف، وقد أثبتت الروايات التاريخية الصحيحة موقفاً معارضاً من ابن مسعود لجمع المصحف في عهد عثمان وقد قمت بتحديد وحصر اعتراضات ابن مسعود على الجمع العثماني وتتمثل في ثلاثة اعتراضات وهي:
۱-اختيار زيد بن ثابت له للقيام بمهمة جمع القرآن وكتابته وتقديمه عليه مع ثبوت سابقة ابن مسعود وعلو مقامه في العلم بالقرآن.
2- إحراق المصاحف الأخرى بعد توحيد المصحف وأمره بتسليم مصحفه لإزالته بالإحراق.
3- إثبات الفاتحة والمعوذتين في المصحف.
وقد بينت في كل اعتراض من الاعتراضات السابقة ما يلي:
1-ثبوت الاعتراض عن ابن مسعود والروايات المؤكدة له.
۲- بیان وجه اعتراض ابن مسعود و مبرراته والحامل له على ذلك.
3- مناقشة الاعتراض وبيان مدى صحة موقف الخليفة عثمان.
ثم أكدت بعد ذلك موقف عموم الصحابة رضي الله عنهم من الجمع العثماني وتوحيد المصحف المتمثل في موافقتهم وتأييدهم لما قام به الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه.
وأتبعت ذلك بذكر مواقف الصحابة كذلك تجاه ابن مسعود في اعتراضاته الثلاث ورفضهم لها.
وأخيراً قمت بتأكيد أمر لا ينبغي إغفاله وهو رجوع ابن مسعود له بعد ذلك كله إلى موافقة الجماعة وإقرار الجمع العثماني وكتابة المصحف حتى تحقق الإجماع واتفقت الأمة بلا أدنى نزاع على صحة الجمع العثماني وسلامة المشروع العظيم وظهور المصلحة القاطعة في ذلك.
وختمت البحث بذكر أبرز النتائج والفوائد والدروس المستخلصة من هذا الحدث المهم من أحداث الأمة في القرن الفاضل الأول.
