فإنّ السّيرة النّبويّة مما تواردت الأقلام على تحريرها، و الأفكار على الاستنباط منها، و الموفّقون على اقتفاء توجيهاتها، و التّأسّي بأفضل الخلق على الإطلاق ﷺ؛ لأنّه الإمام المتّبع، و المصطفى المشفّع، و لقد تفنّن أولو العلم في استجلاء تلك الطّلعة البهيّة، و الاغتراف من الشّمائل المصطفويّة.
و أهل العلم ما بين ناظم و ناثر، و متوسّع و مختصر، و شارح و محشّ، و الهدف واحد، و إن تنوّعت الأساليب، ألا و هو عرض سيرة المصطفى ﷺ، و تبيان ما كان عليه من الخلق العظيم، و الرّحمة للعالمين.
من مميزات التحقيق:
١ - مقابلةُ الأرجوزة مقابلةً متقنةً على سبع نسخٍ خطيةٍ، إحداها بخط الناظم، ومنها ما هو منقولٌ عن نسخةٍ أخرى له، ومنها المنسوخُ بخط بعضِ تلاميذه.
٢ - التعليقُ على فروق النسخِ تعليقاً علمياً من خلال مراجعة كلامِ الشُّراح، ومصادرِ الكتابِ، والمراجع المهمةِ المتصلةِ بموضوع النَّظم.
٣ - عزو الأحاديثِ التي أشار إليها الناظم وبيانُ درجتها عند الحاجةِ، وتوثيقُ أحداثِ السِّيرة ووقائِعِها من أشهر كتب السِّيرة.
٤ - شرحُ الكلماتِ الغريبة، والتعريفُ بالمواضع والبلدان، وإيضاحُ ما يحتاج إلى إيضاح.
٥ - بيانُ ما سها فيه الناظمُ، أو قررهُ على خلاف المشهورِ عند أهل الاختصاصِ.
٦ - إيضاحُ مضمونِ الأبيات بوضع علاماتِ التَّرقيم، وتلوينُ رؤوسِ المسائل، وتحريرُ رسم الكلمات التي قد تصعبُ قراءتها، وغيرُ ذلك.
٧ - إرفاقُ تسجيلٍ صوتيٍّ متقنٍ للكتاب، يعينُ على القراءة الصحيحة للأبيات.
٨ - للكتاب نسختانِ:
(۱) نسخةٌ مجردةٌ من حواشي التحقيق.
(۲) نسخةٌ تتضمنُ حواشيَ التحقيق.