هذه المتون الثلاثة هي من أشهر وأهم ما كتبه الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب في توحيد الألوهية ومسائل العبادة: تعريفًا، وتدليلًا، ونقضًا للشبهات حوله، وبيانًا لما ينافيه من الاعتقادات والأقوال والأعمال، وكان هذا الشرح – على وجازته- مكمِّلًا ومتمِّمًا لهذا المقصد؛ فحرَّر مسائله، وقيّد بعض إطلاقاته، وحقّق القول في بعض المسائل التي كثر الخوض فيها.
نسخة الحواشي لمتون إمام الدعوة
ضمن المستوى الثاني من متون طالب العلم
بَعَث اللَّهُ رُسُلَه لدعوة النَّاس إلى عبادته وحدَه، والنَّهي عن عبادة الأوثان، ثمَّ توالى العُلماء على الدَّعوة إلى التَّوحيد باللِّسان والبَنان على مَرِّ العصور، ومن أولئك الأماجد الأفذاذ: الإمام المُجَدِّد محمَّد بن عبد الوهَّاب التَّميميُّ رحمه الله، فقد دعا دهراً طويلاً، وأكثرَ من التَّدوين ما بين رسائل ومُصَنَّفات، ومن أنفع مُؤَلَّفاته في توحيد العبادة، والَّتي تلقَّاها طلبةُ العلم والعامَّةُ بالحفظ والمدارسة : «ثلاثة الأصول، والقواعد الأربع ونواقض الإسلام»؛ لِمَا امتازت به من حسن التَّصنيف، ودِقَّة التَّرتيب، وقوَّة الاستدلال، مع جزالة اللَّفظ وجمال البيان، ولأهمِّيَّتها ومكانتها بين العلماء وطلَّاب العلم؛ حقَّقتُها على تسعٍ وعشرين نُسخةٍ خطِّيَّةً مُنتقَاةٍ من مئة نسخةٍ.
الأصول الثلاثة أو ثلاثة أصول هي رسالة مختصرة بالأدلة من كتاب الله وسنة رسوله ﷺ في أصل من أصول الإسلام وهو العقيدة بقلم محمد بن عبد الوهاب، كان العلماء يهتمون بهذه المختصرات يؤلفونها، ويتعبون على اختصارها وتهذيبها ثم يحفظونها لطلبتهم؛ لتبقى أصولاً عندهم وذخيرة يستفيدون منها ويفيدون منها.
كتاب أو رسالة القواعد الأربع للشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب، اشتمل على تقرير ومعرفة قواعد التوحيد، وقواعد الشرك، ومسألة الحكم على أهل الشرك والشفاعة المنفية والشفاعة المثبتة.
وعلم أيها المسلم أن الله - عز وجل - أوجب على جميع عباد الدخول في الإسلام والتمسك به والحذر مما يخالفه، وبعث نبيه محمدا - صلى الله عليه وسلم - للدعوة إلى ذلك، وأخبر - عز وجل - أن من اتبعه فقد اهتدى، ومن أعرض عنه فقد ضل، وحذر في آيات كثيرة من أسباب الردة، وسائر أنواع الشرك والكفر، وذكر العلماء رحمهم الله في باب حكم سبحانه وتعالى أن المسلم قد يكتسب عن دينه بأنواع كثيرة من النواقض التي تحل دمه والماله، وتكون خارجا من الإسلام، وقد بين الشيخ - أثابه الله - عن بعض هذه النواقض.
