لما كان للنحو العربي مدرستان مدرسة بصرية ومدرسة كوفية، وبينهما خلاف ناشئ عن اختلاف لهجات العرب انبرى لها جهابذة علماء المسلمين بوضع قواعد تنبني عليها أصول وقواعد الترجيح، ومن هؤلاء الجهابذة الإمام ابن جني» فقد نثر أصول هذا العلم في كتابه الفذ الخصائص» وصار عمدة لمن جاء بعده.
ثم تلاه «ابن الانباري في كتابيه: «لمع الأدلة » و «الإعراب في جدل الإعراب»، فوضع القواعد في هذه الكتابين، لكنه لم يستوعب.
إلى أن قيض الله لهذا العلم إمامًا في العلوم، وهو الإمام السيوطي رحمه الله تعالى، فقد ألف كتابه (الاقتراح) ولم يسبق إلى نظيره، بين فيه أصول وقواعد الاجتهاد والترجيح في علم اللغة العربية.
وبقي هذا الكتاب لم يشرح حتى جاء العلامة ابن علان رحمه الله فوضع عليه شرحا وافيا، وضح فيه مسلك الكتاب، وسهل فيها ما صعب منه، وفصل مسائله ، ودلل عليه بشواهده.