بفضلِ اللهِ تم طباعة من مشروعِ عمري الذي استمرَّ العملُ عليه ليلَ نهارَ على مدارِ ستة عشر عامًا، كتابي «موسوعةُ الفقهِ على المذاهبِ الأربعةِ مع أدلتها التفصيلة من الكتاب والسنة النبوية» الذي يقعُ في خمسةٍ وعشرين (25) مجلدًا كبيرًا.
تعبتُ فيه كثيرًا كثيرًا كثيرًا، وسهرتُ الليالي الطِّوالِ أكتبُ فيه وأفكرُ وأتفننُ في كيفيةِ عرضِ المسألةِ الفقهيةِ، حتى تكونَ سهلةَ العبارةِ مع دقةِ الإتقانِ في نقلِ المذاهبِ الأربعةِ والمعتمَدِ في كل مذهبٍ.
أتممتُها بفضلِ اللهِ أولًا وثانيًا وثالثًا وأخيرًا. وطبعت بفضل الله أولاً وأخيرا
طبعت وكلي رجاءٌ أنْ يتقبلَها اللهُ مني، فهو وحدَه يعلمُ كم تعبتُ فيها، وكم ذقتُ كلَّ أنواعِ التعبِ والكدِّ والفقرِ على مدارِ ستةَ عشرَ عامًا.
أتممتُها وأنا لم أبلغ الأربعينَ من عمري.
كانَ غرضي من تأليفِها
أن أسهلَ وأيسرَ الفقهَ المقارَنَ المعقدَ والصعبَ على كبارِ العلماءِ، أيسرُه وأجعلُه كالماءِ العذبِ لطلبةِ العلمِ.
قد جمعَتْ بينَ أهمِّ ثلاثةِ أمورٍ يحتاجُها طلبةُ العلمِ.
أولًا: دقةُ النقلِ عنِ المذاهبِ الفقهيةِ.
ثانيًا: سلاسةُ الأسلوبِ.
ثالثًا: روعةُ العرضِ وسهولته.
مع تركيزي على أمرٍ غايةٍ في الأهميةِ، وهو بعدُ طلبةِ العلمِ عن كلِّ أنواعِ التعصُّبِ المذهبيِّ وغيرِ المذهبيِّ.
كلُّ مسألةٍ كنتُ أقومُ بكتابتِها أنظرُ بعدَ رِضا اللهِ تعالى لأمرينِ: أنه سيقرؤُها أعلمُ الناسِ فينتقدني فيها، فأجتهدَ حتى أصلَ لغايةِ الدقةِ في النقلِ عن المذاهبِ.
ويقرؤُها طالبُ العلمِ العاديِّ فأيسرَ عليه طريقةَ العرضِ بالأسلوبِ السهلِ.
فالحمدُ للهِ على ما أنعمَ عليَّ به وأفضل، وهو سبحانَه وحدَه المقصودُ والمطلوبُ والمؤمَّل، تقبلْ مني يا ربِّ هذا العمَل، واعصِمني من الخطأ والتقصير والزلَل، واكتبْ له سبحانكَ الانتشارَ والقبول، واجعلْه إلى قربكَ ورِضوانكَ من أسبابِ الوصول، وحدَك اللهمَّ تعلمُ ما قاسيتُ وعانَيت، وكم من الأعوامِ على تأليفه قضيت، بذلتُ فيه من عمري عقدًا ونصفَ العقد، ووحدكَ ربي مِن وراء القصد، يا ربِّ سهِّل لكلِّ طالبِ علمٍ منه أوفرَ الحظِّ والنصيب، وبه اجعلْه الفقيهَ العالمَ اللَّبيب.
