لقد ظهرت المذاهب الأدبية بجانبها الفكري بشكل لافت وبارز في العقود الأخيرة، وَاهْتُمَّ بدراستها غاية الاهتمام، وأصبحت الكثير من أفكارها الفكرية وآرائها موضع تقص ودراسة من قبل الباحثين والمختصين وغيرهم.
فلماذا كُلُّ هذا الاهتمام بهذه النظريات الأدبية والنقدية؟
وهل هي مقتصرة على الناحية الأدبيَّة؟ أم أنَّ لها توجهاتها الفكرية ومبانيها النظرية؟
وما هي أسباب انفجارها الفكري ؟
وهل لها مواقف تتخطى فيها موضوع الأدب والنقد؟
وما هي أبرز توجهاتها؟ وهل لها آراء فيما يختص بموقفها من الأديان والميتافيزيقيا؟
كُلُّ تلك الأسئلة أَثْرَت الدراسات الأكاديمية وغير الأكاديمية لمذاهبومناهج العصر الحديث. الناقد البريطاني البروفيسور رامان سلدن (۱۹۹۱م) - أستاذ اللُّغة في جامعة لانكستر وسندرلاند بوليتكنيك - يجيب عن بعض هذه التساؤلات حينما يقول: «إِنَّ الدَّلائل تشير إلى أنَّ التَّحولات نحو الاهتمام بالنظرية الأدبية قد أتت أكلها، وستظلُّ باقية لا تمس في المستقبل المنظور، فقد صدرت مجلات علميَّة جديدة، ووُضِعَت مُقَرَّرات دراسية جديدة، وعُقِدَت مؤتمرات عديدة تخصصت في مناقشة القضايا النظرية، ولا ينبغي لنا أن نُدْهَش إذا انعكس هذا الوعي النَّقدي الجديد على الجيل الجديد.
