وبعد، فقد نُدبتُ لدراسة أصول الفقه في دار العلوم سنين عدة، كنت في أثنائها أتصفح كتب الأصول مطوّلها ومختصرها، قديم التأليف منها وحديثه، ما بين كتب سارت على نهج الحنفية، وأخرى جرت على طريق المتكلمين، وثالثة جمعت بين الطريقين.
ثم أقيد من تلك الشوارد ما ينبغي أن يعرض على أنظار طلبة دار العلوم، وهم في السنة الأولى من الدراسة العالية، فآونةً أجد ما جمعتُ يربو على الحاجة فأختصره، وآونة أراه يتطلب قليلا من البسط فأوضحه، وما زال أمري كذلك هاتيك السنين، حتى تكوّن لدي مختصر في هذه المادة أراه مفيدا لهؤلاء الطلاب،
جامعا بين سهولة العبارة والوفاء بالغرض وفق منهج الدراسة. وقد أردت أن يكون له من اسمه نصيب فسميته: الوجيز في أصول الفقه