يتناول كتاب "التحدث بنعمة الله" سيرة عالم عظيم جليل القدر واسع المعرفة غزير التأليف والإنتاج، ورمز من رموز الحضارة العربية الإسلامية؛ هو الإمام الحافظ جلال الدين السيوطي (849هـ - 911هـ) / (1444-1505م)، ويعد السيوطي بغزارة إنتاجه وكثرة تآليفه، عالما موسوعيا جليلا، وظاهرة فريدة في الثقافة العربية الإسلامية، وقد كان علماً ومرجعاً في علوم اللغة والعلوم الإسلامية والتاريخية، وقد بلغ النشاط اللغوي ذروته الرفيعة في مصر، على يديه، إذ كان "أغزر العلماء المصريين، زمن المماليك بعامة، تأليفاً وتصنيفاً في جميع الميادين الإسلامية واللغوية"، بعبارة بعض من كتبوا عنه من المعاصرين.
الإمام جلال الدين السيوطي من الشخصيات العلمية المهمة ، التي كان لها حضور ثقافي وعلمي واسع في عصرها ، واستمر ذلك الحضور والنفوذ بما تركته من آثار في القرون التالية حتى عصرنا هذا ، حتى إن آثار من أساتذة الجامعات العربية والإسلامية نالوا درجة الاختصاص بدراستهم جانباً جوانب من جوانب السيوطي العلمية ، أو بتحقيقهم كتابه من كتبه أو جزء من كتاب .. أما طبعات كتبه ، تسلسل .. إنها شرقت وغربت وأت وأنجدت وأصلمت .. وتنوعت حتى بات من الصعب متابعة إصداراتها في طبعاتها المختلفة.
قال الشاذلي في "بهجة العابدين" ص (202-203) وهو يَذكرُ مَنْ ألَّفَ في ترجمة السيوطي:
"ومنهم: الشيخ الفاضل الضابط المُتقن المفيد البارع المحدِّث شمس الدين الداودي المالكي، عينُ أعيان طلبة الشيخ المتأخرين في الزمان، أفردَ له ترجمةً واسعةً جيدةً أحسنَ فيها وأفاد، وأجادَ فيها وأتى بالمراد، وألَّفها على نمط ترجمة الشيخ شمس الدين السخاوي لشيخه شيخ الإسلام ابن حجر".
وكأنها وُصِفتْ للمؤلِّف الشاذلي، فإنه قال بعد قليلٍ إنه لم يرَ شيئًا مِن هذه التراجم.
وقد آلتْ نسخةُ الداودي نفسُها إلى دمشق، ووقفَ عليها الإمامُ نجمُ الدين الغزي، وقال في ترجمته للداودي في الكواكب السائرة (2/72):
ابراهيم أحمد
منذ 10 أشهر
قام بالشراء
وتم تقييمه
