التكامل بين أصول الفقه والعقيدة ظاهر في كل المصنفات المتقدمة؛ فما أن تقرأ كتابًا عقديًّا إلا وقواعد الأصول ظاهرة فيه تارة بالتصريح وأخرى بالإشارة، كما أنك لا تجد كتابًا أصوليًّا إلا وأصوله لها تعلق بأصول الدين، تارة تكون مباشرة وأخرى غير مباشرة، ومن هنا كثرت الأبحاث والدراسات الواسعة المعاصرة في هذا، لما له من مادة واسعة في كتب المتقدمين.
وهذا الكتابُ يقدِّمُ صورةً مثلى للتكامل المعرفي بين هذين العلمين، وذلك بإحياء الأصول المتداخلة بينهما من خلال تقرير ركنَي البناء والحفظ والأصول المكونة لكلٍّ منهما:
فأما البناء فتكوِّنه ثلاثة أصول، وهي: (الأحدية، البرهنة، الغائية).
وأما الحفظ فتكوِّنه أربعة أصول، وهي: (نفي التناقض، رد البدع، رفع المتشابهات، سد الذرائع).
وقد تناول الكتاب بيانَ تلك الأصول وأضاء الجوانبَ البحثية المتصلة بها.