وبَعْدُ: فَهَذَا سِفْرٌ عَظِيمٌ ، وعِلْقٌ نَفِيسٌ جَاءَ عَلى قَدَرٍ مُسَمًّى؛ حَيْثُ اهْتَزَّتْ أَزْهَارُهُ ورَبَتْ ثِمَارُهُ مِنْ خِلالِ مَعْلَمَةٍ فِقْهِيَّةٍ قَدِ انْتَظَمَتْ عُقُودُهَا ، واكْتَمَلَتْ بُحُوتُهَا في طَلْعَةٍ بَهِيَّةٍ وصُوْرَةٍ مُضِيَّةٍ مِنْ خِلالِ أضَامِيْمِ رُوْوْسِ المَسَائِلِ الفِقْهِيَّةِ الَّتِي اخْتَارَهَا شَيْخُ الإِسْلامِ ابنُ تَيْمِيَّةَ رحم الله تَعَالَى !
ومَا هَذِهِ الشَّذَرَاتُ الفِقْهِيَّةُ إِلَّا مَنَارَاتِ عِلْمِيَّةً، ونُكَاتِ فِقْهِيَّةٌ يَتَعَلَّقُ بِهَا - بَعْدَ اللهِ - كُلُّ فَقِيْهِ مُتَحَرِّرٍ، وَكُلُّ إِمَامٍ مُتَجَرِّدِ، بَلْ إِخَالُهَا نِبْرَاسًا لكُلِّ مُسْلِم، ومَنَارَةً لكُلِّ مُؤمِنٍ، قَدْ تَحَرَّرَتْ فَتَاوِيْهَا بِدَلَائِل الإسلام، وتَقَرَّرَتْ مَسَائِلُهَا بِقَوَاعِدِ الْإِيْمَانِ!
ومِنْ حُسْنِ بَدِيعِ هَذَا الكِتَابِ، ومَحَاسِنِ تَنْوِيْعِهِ للأَبْوَابِ؛ أَنَّهُ قَدِ اسْتَوْفَى مَا يُقَارِبُ ألْفَ مَسْأَلَةٍ فِقْيهَةٍ، تُعْتَبَرُ في حَقِيْقَتِهَا صَفْوَةَ الاخْتِيَارَاتِ الفِقْهِيَّةِ لشَيْخ الإسلام ابن تَيْمِيَّةَ رَحمة الله، الشَّيءُ الَّذِي قَدْ لا تَجِدُهُ في غَيْر هَذَا الكِتاب، والله يُؤتِي فَضْلَهُ مَنْ يَشَاءُ، والحَمْدُ اللهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ.
المؤلف حفظه اللّه