إذا كان للباطل مقولاته المتداولة المؤثرة التي تؤسس لجملة من الانحرافات الفكرية المعاصرة، فإنَّ للحق مقولاته المتداولة أيضًا، بل الحق أولى بها :
(فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ).
وإذا كان من الألفاظ المزخرفة ما هو سبب من أسباب الانحراف، فإنَّ الألفاظ الشرعية الصحيحة التي تحمل معنى مؤثرًا هي من أسباب الاستمساك بالحق، والثبات عليه.
من هنا تأتي فكرة هذه الكتاب، ذلك أنَّ المسلم في هذا العصر قد انفتحت عليه الشبهات وتدفقت من كل منفذ ، فهو بحاجة إلى أن يتمسك بالمحكمات وينطلق منها، ويدور حولها، ويتجنّب الخضوع لأي مؤثر يبعده عنها، وهنا تأتي أهمية التمسك بالمقولات الشرعية الضامنة التي تصون المسلم عن الانحراف الفكري المعاصر.
يسعى هذا الكتاب لتأسيس جانب بنائي يحتاجه المسلم المعاصر، يُعزِّزُ الأصول الشرعية التي تحفظ المسلم من الانحرافات الفكرية، ويُبين أثر ذلك على كافة الشبهات المعاصرة، ويمكن أن يكون مدخلا صالحًا لكل قارئ ومطلع، يهدف إلى تحصين المسلم من آثار هذه الأفكار المنحرفة.