قصد ابن الطوير في كتابه هذا الموازنة بين نظام الدولة الفاطمية ونظام الدولة الأيوبية، فذكر فيه التاريخ ونظم الحكم والرسوم.
والموضوعات التي تناولها كتاب ابن الطوير، كما تبدو من خلال نقول المتأخرين منه موضوعات ثلاثة هي: "التاريخ" و"النظم" و"الرسوم" فقد كان كتاب ابن الطوير من المصادر التي اعتمد عليها كل من ابن خلدون وابن الفرات والمقريزي وأبو المحاسن وعلى الأخصّ فيما يخصّ "تاريخ الفاطميين المتأخرين".
وقد انفرد ابن الطوير بإيراد تفصيلات تاريخية موسَّعة ليست موجودة عند غيره من المؤرخين، أوردها المقريزي من "الاتعاظ" دون تحديد لمصادرها، ومقارنة هذه المعلومات مع "تاريخ ابن الفرات" الذي نقل بأمانة نصوصاً تاريخية مطوّلة عن ابن الطوير تحدد مصادر هذه المعلومات التي أوردها المقريزي في "الاتعاظ"
والموضوع الثاني الذي تناوله كتاب ابن الطوير هو "النظام الإداري للدولة الفاطمية" وعلى الأخص في الخمسين عاماً الأخيرة من تاريخها. فهو يشير إلى ترتيب دواوين الدولة المختلفة وأرباب الوظائف بها، وإلى أهم خزائن الفاطميين والأهراء والحواصل ومن يشرف عليها ورواتبهم والطبقة التي ينتمون إليها: هل هم من أرباب السيوف أم من أرباب الأقلام أم من أرباب العمائم؟ خاصة وقد تولى بنفسه رئاسة "ديوان الرواتب" قرب نهاية العصر الفاطمي.
أما أهم موضوعات الكتاب التي جعلت منه نصاً له خطورته بين مصادر التاريخ الفاطمي، فهو الفصل الذي تناول فيه "ركوب الخليفة في المواكب العظام" ووصف فيه تفصيلاً الاستعدادات لهذه المواكب، والآلات الموكبية المصاحبة لها، وكيفية ركوب الخليفة ومن يكون في صحبته وكيفية استقدامهم، والطريق الذي يسلكه الموكب في الذهاب والعود، إلى غير ذلك من التفصيلات الدقيقة التي انفرد بها ابن الطوير، وكذلك الفصل العاشر الذي وصف فيه "مجالس الخليفة بالقصر" وقدّم للقارئ تفصيلات غنية عن ترتيب الجلوس فيه عن ترتيب الجلوس فيه وآدابه ومن جرى رسمه بحضورها، والأسمطة التي كانت تُمَد في قاعة الذهب في رمضان والعيدين. كما قدم في خلال ذلك وصفاً دقيقاً لترتيب قاعة الذهب والديوان الكبير والدهاليز الطوال التي تقود إلى الداخل من أبواب القصر إلى مختلف قاعاته وإلى فنائه الداخلي، مما يعين على إعادة بناء الطبوغرافية الداخلية لجزءٍ من القصر الفاطمي.